بقول الكميت [1] : < شعر > ألا حيّيت عنا يا مدينا * وهل بأس بقول مسلَّمينا < / شعر > وقال قوم : التحيات : الملك ، وذلك أن الملك كان يحيّا فيقال له : أنعم صباحا أبيت اللعن ، واحتجوا بقول عمرو بن معدي كرب [2] : < شعر > أسيّرها إلى النعمان حتى * أنيخ على تحيتّه بجند < / شعر > فمعناه : حتى أنيخ على ملكه . وقال قوم : التحيات معناه : البقاء للَّه ، واحتجوا بقول زهير بن جناب الكلبي [3] : < شعر > أبنيّ إن أهلك * فإني قد بنيت لكم بنيّه من كل ما نال الفتى * قد نلته إلا التحيه وتركتكم أولاد سا * دات زنادكم وريّه < / شعر > معناه : إلا البقاء فإنه لا ينال . والصلاة : معناها الرحمة ، كما قال عز وجل : * ( أُولئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَواتٌ مِنْ رَبِّهِمْ ورَحْمَةٌ ) * [4] ، معناه : عليهم رحمة من ربهم . والطيبات معناه : والطيبات من الكلام للَّه ، كما قال عز وجل : * ( الْخَبِيثاتُ لِلْخَبِيثِينَ والْخَبِيثُونَ لِلْخَبِيثاتِ والطَّيِّباتُ لِلطَّيِّبِينَ ) * [5] ، معناه : الخبيثات من الكلام للخبيثين من الرجال ، والطيبات من الكلام للطيبين من الرجال ، أي : ذلك مما يليق بهم ويشاكلهم . ومن التحيات قولهم : حيّاك اللَّه وبيّاك في حياك اللَّه من الأقوال ، مثل ما في التحيات . وفي بيّاك ، خمسة أقوال ؛ قال الفراء : بياك معناه ، كمعنى حياك ، قال : وهو عند العرب بمنزلة قولهم : بعدا وسحقا ، فالسحق هو : البعد ودخلت الواو عليه لما خالف لفظه ، ومن ذلك الحديث