< شعر > وما أدع السّفارة بين قومي * وما أمشي بغشّ إن مشيت [1] < / شعر > والسفرة : الملائكة ، قال الفراء : سمّوا سفرة ؛ لإصلاحهم بين الناس ، وواحدهم سافر . والأسفار في غير هذا : الكتب ، واحدها سفر . وقولهم : قد حسّ فلان قال أبو بكر : العامة تخطىء في هذا فتظن أن معنى حسّ : سمع ووجد ، وليس كذلك ، والعرب تقول : أحس فلان الشيء يحسّه إحساسا ، إذا وجده ، قال اللَّه عز وجل : * ( هَلْ تُحِسُّ مِنْهُمْ مِنْ أَحَدٍ ) * [2] ، فمعناه : هل تجد ، وقال الأسود بن يعفر [3] : < شعر > نام الخليّ وما أحسّ رقادي * والهمّ محتضر لديّ وسادي < / شعر > ويقال : حسّ فلان القوم يحسّهم حسّا ، إذا قتلهم ، قال الشاعر [4] : < شعر > إن تلق قيسا أو تلاق عبسا * تحسّهم بالمشرفيّ حسّا < / شعر > معناه : تقتلهم . وقال الآخر [5] : < شعر > نحسّهم بالبيض حتى كأنّما * نعلَّق منهم بالجماجم حنظلا < / شعر > ويقال : حسّ فلان يحسّ ويحسّ إذا رقّ وعطف ، قال الكميت [6] : < شعر > هل من بكى الدار راج أن تحسّ له * أو يبكي الدار ماء العبرة الخضل < / شعر > معناه : راج أن ترق له وترحمه . وقال اللَّه عز وجل ، وهو أصدق قيلا : * ( إِذْ تَحُسُّونَهُمْ بِإِذْنِه ) * [7] ، معناه : إذ تقتلونهم بإذنه . ويقال : سنة حسوس ، إذا كانت شديدة قليلة الخير ، أنشد أبو عبيدة [8] :
[1] بلا عزو في معاني القرآن 3 / 236 . [2] سورة مريم : آية 98 . [3] ديوانه 25 . [4] لم أقف عليه . [5] لم أقف عليه . [6] شعره : 2 / 12 . [7] سورة آل عمران : آية 152 . [8] مجاز القرآن 1 / 104 .