من الإدّ ، وهو : الأمر العظيم والداهية ، قال اللَّه عز وجل : * ( لَقَدْ جِئْتُمْ شَيْئاً إِدًّا ) * [1] ، معناه : داهية عظيمة ، يقال : أدّ الأمر يؤدّ إدّا ، إذا عظم ، وقرأ السّلمى : لقد جئتم شيئا أدّا ، وقال الراجز : < شعر > قد لقي الأقوام منه نكرا * داهية دهياء إدّا أمرا [2] < / شعر > ويجوز أن يكون أدد ، مأخوذا من قولهم : قد أددت الثوب ، إذا مددته . ويجوز أن يكون مأخوذا من : أدّت الإبل إذا حنّت ، قال الراجز : < شعر > يكاد في مجهوله يستوهل * أدّ وسجع ونهيم هتمل [3] < / شعر > وقولهم : بشرت فلانا بكذا وكذا قال أبو بكر : العامة تخطيء في معني بشرت ، فيذهبون إلى أنه لا يكون إلَّا في السرور والفرح . والعرب تقول : بشرت فلانا بالخير ، وبشرته بالشر ، قال اللَّه عز وعلا : * ( وبَشِّرِ الَّذِينَ كَفَرُوا بِعَذابٍ أَلِيمٍ ) * [4] ، ويقال : قد بشرت الرجل أبشره بشرا ، إذا سررته وأفرحته . قال عبد اللَّه بن مسعود : من أحبّ القرآن فليبشر . معناه : فليسر وليفرح ، وأنشد الفراء : < شعر > بشرت عيالي إذ رأيت صحيفة * أتتك من الحجّاج يتلى كتابها [5] < / شعر > معناه : سررت عيالي وفرّحتهم . ويقال : أبشرت الرجل أبشره إبشارا ، إذا أخبرته بالشيء ، قرأ حميد : * ( إِنَّ الله يُبَشِّرُكِ بِكَلِمَةٍ مِنْه ) * [6] ، ويقال : قد استبشر الرجل بالأمر ، وأبشر به ، وبشر به يبشر بمعنى ، قال عبد قيس بن خفاف البرجمي : < شعر > وإذا رأيت الباهشين إلى النّدى * غبرا أكَّفهم بقاع ممحل < / شعر >
[1] سورة مريم : آية 89 . [2] بلا عزو في تاريخ الطَّبريّ 6 / 123 . [3] بلا عزو في الاشتقاق للأصمعي 31 . [4] سورة التوبة : آية 3 . [5] بلا عزو في تفسير الطبري 3 / 61 والقرطبي 4 / 75 . [6] سورة آل عمران : آية 45 .