أراد : مبقين ملوكا . والحول : التحوّل ، قال اللَّه تعالى : * ( لا يَبْغُونَ عَنْها حِوَلًا ) * [1] ، فمعناه : لا يبغون عنها تحوّلا . وقولهم : قد كاد فلان يهلك [2] قال أبو بكر : معناه : قد قارب الهلاك ولم يهلك . فإذا قال : ما كاد فلان يقوم ، فمعناه : قام بعد إبطاء . وكذلك : كاد يقوم ، معناه : قارب القيام ولم يقم ، قال اللَّه عز وجل : * ( فَذَبَحُوها وما كادُوا يَفْعَلُونَ ) * [3] . معناه : فذبحوها بعد إبطاء . وإنما أبطأوا في ذبحها ؛ لغلائها ، وذلك أن الذي أصابوها عنده قال : لا أبيعكم البقرة إلا بملء مسكها ذهبا ، أي بملء جلدها . ويقال : إنّما أبطأوا في ذبحها ؛ لأنه لم يتسهّل لهم وجودها ؛ لأنهم كرهوا أن يفتضح القاتل . وقال قيس بن الملوح [4] : < شعر > فلا تتركي نفسي شعاعا فإنّها * من الوجد قد كادت عليك تذوب < / شعر > معناه : قد قاربت أن تذوب ولم تذب . وقال اللَّه عز وجل : * ( يَتَجَرَّعُه ولا يَكادُ يُسِيغُه ) * [5] فمعناه : يسيغه بعد إبطاء . ويجوز أن يكون معنى قول الرجل : ما كاد فلان يقوم : ما يقوم فلان ، ويكون كاد صلة للكلام . أجاز ذلك الأخفش وقطرب والسجستاني ، واحتج قطرب ، بقول الشاعر : < شعر > سريع إلى الهيجاء شاك سلاحه * فما إن يكاد قرنه يتنفّس [6] < / شعر > معناه : ما يتنفس قرنه . واحتج أيضا بقول أبي النجم [7] :
[1] سورة الكهف : آية 108 . [2] ينظر : تحقيق معنى ( كاد ) لابن كمال باشا . [3] سورة البقرة : آية 71 . [4] ديوانه 57 . [5] سورة إبراهيم : آية 17 . [6] بلا عزو في الأضداد 97 . [7] الأضداد 97 .