قولهم : تبارك اسمك وتعالى جدّك قال أبو بكر : فيه قولان ، قال قوم : معنى تبارك : تقدس ، أي : تطهر ، والقدس عند العرب : الطهر ، والماء المقدس : هو الماء المطهر ، وروح القدس معناه : الطهر ، والقدوس : الذي طهر من الأولاد والشركاء والصاحبة ، وقال الشاعر [1] : < شعر > دعوت ربّ العزّة القدّوسا * دعاء من لا يضرب الناقوسا < / شعر > قال اللَّه عز وجل - وهو أصدق قيلا - : * ( يُسَبِّحُ لِلَّه ما فِي السَّماواتِ وما فِي الأَرْضِ الْمَلِكِ الْقُدُّوسِ ) * [2] معناه : الطاهر ، ومعنى يسبح للَّه : ينزّه اللَّه ، ومن العرب من يقول : القدّوس بفتح القاف ، وبه قرأ أبو الدينار الأعرابي . وقال قوم : معنى تبارك اسمك : تفاعل من البركة ؛ أي : البركة تكتسب وتنال بذكر اسمك . والاسم فيه أربع لغات : اسم بكسر الألف ، واسم بضم الألف ، إذا ابتدأت بها ، وسم بكسر السين ، وسم بضم السين ، قال الشاعر [3] : < شعر > واللَّه أسماك سمى مباركا * آثرك اللَّه به إيثاركا < / شعر > وقال الآخر [4] : < شعر > وعامنا أعجبنا مقدّمه * يكنى أبا السمح وقرضاب سمه مبتركا لكلّ عظم يلحمه < / شعر > وقال الآخر [5] : < شعر > باسم الذي في كل سورة سمه * قد وردت على طريق تعلمه < / شعر > ومعنى قولهم : تعالى جدّك : علا جلالك وارتفعت عظمتك ، وقال الشاعر : < شعر > ترفّع جدّك إني امرؤ * سقتني الأعادي إليك السّجالا [6] < / شعر > معناه : ترفع جلالك .
[1] الرجز لرؤبة ، ديوانه ، ص 68 . [2] سورة الجمعة : آية 1 . [3] هو أبو خالد القناني ، المقاصد النحوية 1 / 154 . [4] الإنصاف 16 . [5] البيت منسوب لرجل من كلب ، نوادر أبي زيد . [6] الطبري 29 / 105 ، والبيت غير منسوب .