زوال الشمس : فيء وظل جميعا . والظل معناه : في اللغة : الستر ، يقال : لا أزال اللَّه عنا ظلّ فلان ، أي : ستره لنا . ويقال : هذا ظل الشجرة ، أي سترها وتغطيتها . ويقال لظلمة الليل : ظل ، لأنها تستر الأشياء وتغطيها ، وقال ذو الرمة [1] : < شعر > قد أعسف النازح المجهول معسفه * في ظلّ أخضر يدعو هامه البوم < / شعر > يريد بالأخضر : الليل ، وقال امرؤ القيس [2] : < شعر > تيمّمت العين التي عند ضارح * يفيء عليها الظَّلّ عرمضها طامي < / شعر > ويقال للظل والفيء : الأبردان ، قال الشاعر [3] : < شعر > إذا الأرطى توسّد أبرديه * خدود جوازيء بالرمل عين < / شعر > يريد بالأبردين : الظل والفيء في وقت نصف النهار . والجوازيء : الظباء ، يقول : كانت هذه الظباء في ظلّ ، فلما زالت الشمس تحوّل الظلّ ، فصار فيئا ، فحوّلت وجوهها . وقولهم : الدابّة في الآريّ قال أبو بكر : العامة تخطئ في الآري ، فتظن الآري : المعلف ، وليس هو كذلك عند العرب ، إنما الآري عندهم : الأخبية التي تحبس بها الدابة وتلزم بها موضعا واحدا ، وهو مأخوذ من قولهم : قد تأرّى الرجل المكان ، إذا أقام به ، قال الأعشى [4] : < شعر > لا يتأرّى لما في القدر يرقبه * ولا يعضّ على شرسوفه الصّفر < / شعر > فمعناه : لا يلزم الموضع ويقيم به ؛ انتظارا لما في القدر .
[1] ديوانه 401 . وفيه : في ظل أغضف . وأعسف : أخذ في غير هدى . والنازج : القفر ، ومعسفه : مأخذه على غير هدى . [2] ديوانه 476 . وضارج : جبل ( صفة جزيرة العرب 178 ) . والعرمض : الطحلب . وطامي : مرتفع . [3] أمالي ابن بري على الصحاح ق 3 ب وفيه : ( والأبردان : الظل والفيء . سميا بذلك لبردهما . والأبردان أيضا : الغداة والعشي ) . وينظر : جني الجنتين 13 . [4] هو أعشى باهلة ، واسمه عامر بن الحارث ، والبيت في الصبح المنير 268 ، وقد مر شرحه .