أبو بكر : وليس المعنى عندنا في هذا كما قال ، لأنه لم يحلَّله من سبه الآباء ، وإنما أحلَّه مما أوصل إليه من الأذى في ذكره أسلافه . وقال أبو سفيان بن عيينة : ( لو رجلا أصاب من عرض رجل شيئا ، ثم جاء إلى ورثته بعد موته ، وإلى أهل الأرض جميعا ، لم يكن في ذلك كفارة له ؛ ولو أصاب من مال رجل شيئا ثم دفعه إلى ورثته بعد موته ، لكنا نرى ذلك كفارة له ، فعرض الرجل أشدّ من ماله ) . يريد بالعرض : الأسلاف . ويقال : عرضت الكتاب أعرضه عرضا ، وكذلك عرضت الجند ، وعرضت الجارية على البيع عرضا ، وأعرض فلان عن الشيء يعرض إعراضا ، وأعرض لك الشيء إذا بدا كأنّه ولَّاك عرضه ، قال عمرو بن كلثوم [1] : < شعر > وأعرضت اليمامة واشمخرّت * كأسياف بأيدي مصلتينا < / شعر > ويقال : عرض الشيء يعرض عرضا ، والعرض : خلاف الطول . والعرض : الوادي وجمعه أعراض ، أنشد الفراء [2] : < شعر > لعرض من الأعراض يمسي حمامة * ويضحي على أفنانه الغين يهتف أحبّ إلى قلبي من الديك ريّة * وباب إذا ما مال للغلق يصرف < / شعر > ويقال : ناقة عرضيّة ، إذا كانت شديدة النشاط في السير ، قال الشاعر [3] : < شعر > ومنحتها قولي على عرضيّة * علط أداري ضغنها بتودّد < / شعر > وقولهم : قد أدلج الرجل قال أبو بكر : العامة تخطئ في تأويله فتقول : أدلج الرجل : إذا سار من آخر الليل . والإدلاج عند العرب : سير الليل من أوله إلى أن يقرب آخره . والإدلاج والدّلجة : سير آخر الليل ، يقال : قد أدلج الرجل إذا سار من أول الليل إلى أن يقرب آخره ، وقد ادّلج
[1] شرح القصائد السبع 383 ، شرح القصائد التسع 625 . [2] معاني القرآن 2 / 35 بلا عزو . والغين : جميع غيناء ، وهي الخضراء الكثيرة الورق . ورية : رؤية . [3] ابن أحمر ، شعره : 52 . والعرضية : الناقة الصعبة . والعلط : الناقة بلا سمة أو بلا خطام .