< شعر > إذا الدّليل استاف أخلاق الطرق < / شعر > أي شمّه وعرف مقداره . وقال امرؤ القيس [1] : < شعر > على لا حب لا يهتدى بمناره * إذا سافه العود الدّيافي جرجرا < / شعر > معناه : إذا شمه البعير المسن ضغا من بعده ، وإنما خص البعير المسن ؛ لأنه أعلم بالطريق . وقولهم : هم قوم سوقة قال أبو بكر : العامة تخطئ في معنى هذا ، فتظن أن السّوقة أهل الأسواق المتبايعون فيها ، وليس الأمر عند العرب على ذلك ، إنما السوقة عندهم : من لم يكن ملكا ، تاجرا كان أو غير تاجر . أنشد علي بن المبارك الأحمر : < شعر > ما كان من سوقة أسقى على ظمإ * خمرا بماء إذا ناجودها بردا من ابن مامة كعب ثم عيّ به زوّ المنية إلا حرّة وقدى [2] < / شعر > وقال زهير [3] : < شعر > يا حار لا أرمين منكم بداهية * لم يلقها سوقة قبلي ولا ملك < / شعر > وقال أيضا [4] : < شعر > تطلب شأو امرأين نال سعيهما * سعي الملوك وبذّا هذه السّوقا < / شعر > ويقال : رجل سوقة ، ورجلان سوقة ، ورجال سوقة ، وامرأة سوقة ، وامرأتان سوقة ، ونساء سوقة . والسّوق : التي تساق إليها الأشياء ، ويقع فيها البيع ، والسوق : الغالب عليها التأنيث وربما ذكَّرت .
[1] ديوانه 66 . واللاحب : الطريق الذي لحبته الحوافر أي أثرت فيه . [2] لمامة الأيادي أبي كعب في جمهرة الأمثال 1 / 95 . ولأبي داود الأيادي في شعره : 308 . والناجود : المصفاة . وعي به : لزق به . وزو المنية : قدرها . وقدى : على زنة فعلى من التوقد . [3] ديوانه 180 . [4] ديوانه 51 . والشأو : السبق . وبذا : غلبا وفاقا .