خبر كان ، ورفع ( أن ) بكان . والوجه الثاني : ما كان نولك أن تفعل ذلك ، تجعل النول اسم كان ، و ( أن ) خبر كان . قال اللَّه عز وجل : * ( ما كانَ حُجَّتَهُمْ إِلَّا أَنْ قالُوا ) * [1] فالحجة خبر كان ، و ( أن ) الاسم . وقرأ الحسن : * ( ما كانَ حُجَّتَهُمْ إِلَّا أَنْ قالُوا ) * فالحجة ، اسم كان على قراءته ، و ( أن ) الخبر . وقولهم : إن فعلت ذاك كان وبالا عليك قال أبو بكر : معناه : كان ثقيلا عليك في العاقبة . ويقال : طعام وبيل ، إذا كان ثقيلا متخما . قال الشاعر [2] : < شعر > لقد أكلت بجيلة يوم لاقت * فوارس عامر أكلا وبيلا < / شعر > معناه : أكلا ثقيلا متخما . وقال الآخر [3] : < شعر > خزي الحياة وحرب الصديق * وكلَّا أراه طعاما وبيلا < / شعر > ويقال : معنى قولهم : كان وبالا عليك ، كان داء عليك . قال الشاعر [4] : < شعر > رعوه صيفا وتربعوه * بلا وبإسميّ ولا وبال < / شعر > معناه : ولا داء . ومن هذا قولهم : قد استوبل المدينة . قال أبو زيد : يقال : قد استوبل المدينة ، إذا لم توافق جسمه ، وإن كان محبا لها . وقد اجتوى المدينة : إذا كره نزولها ، وإن كانت موافقة لجسمه . والوبيل في غير هذا : الشديد . قال اللَّه عز وجل : * ( أَخْذاً وَبِيلًا ) * [5] ، معناه : شديدا . وقال الشاعر : < شعر > أخذ الشام ذو الجلال بإبراهيم * من بطشة بأخذ وبيل [6] < / شعر > معناه : شديد .
[1] سورة الجاثية : آية 25 . [2] لم أقف عليه . [3] لم أقف عليه . [4] لبيد ، ديوانه 93 ، وفيه : رعوه مربعا وتصيفوه والوبأ : المرض . [5] سورة المزمل : آية 16 . [6] لم أقف عليه .