وقولهم : جاء فلان بمعضلة قال أبو بكر : معناه : جاء بخصلة شديدة ، وكلمة عظيمة لا يهتدى لمثلها ، ولا يوقف على جوابها ، من قول العرب : داء عضال ومعضل ، إذا كان شديدا لا يهتدى لدوائه ، ولا يوقف على علاجه . قال الشاعر [1] : < شعر > إذا هبط الحجّاج أرضا مريضة * تتبع أقصى دائها فشفاها شفاها من الداء العضال الذي بها * غلام إذا هز القناة سقاها < / شعر > وقال ذو الرمة [2] : < شعر > ولم أقذف لمؤمنة حصان * بإذن اللَّه موجبة عضالا < / شعر > ويقال : قد عضّلت المرأة تعضّل تعضيلا فهي معضل ومعضلة ، إذا نشب ولدها فلم يخرج . ويقال : جيش معضّل به الفضاء ، إذا ضاق به الفضاء فلم يقدر على نفوذه منه . قال الشاعر : < شعر > لدى جيش تضلّ البلق فيه * يظلّ معضّلا منه الفضاء [3] < / شعر > وقال الآخر : < شعر > ترى الأرض منا بالفضاء مريضة * معضّلة منّا بجيش عرمرم [4] < / شعر > ويقال : فلان عضلة من العضل ، إذا كان داهية لا يهتدى لمكره . يقال : قد أعضل بي القوم ، إذا اشتد أمرهم علي . قال عمر بن الخطاب رضي اللَّه عنه : « أعضل بي أهل الكوفة ، ما يرضون بأمير ، ولا يرضاهم أمير » [5] . فمعناه : اشتد علي أمرهم . ويقال رجل عضل ، إذا كان قوي العضل ، والعضلة عند العرب : كل لحم مجتمع . قال القطامي [6] : < شعر > إذا التيّاز ذو العضلات قلنا * إليك إليك ضاق بها ذراعا < / شعر >
[1] ليلى الأخيلية . ديوانها 121 . [2] ديوانه 1534 . والموجبة : التي توجب الحد . [3] لم أقف عليه . [4] لم أقف عليه . [5] غريب الحديث 3 / 281 . [6] ديوانه 40 . والتياز : الكثير اللحم من الرجال .