والمعامع » [1] ، فالتمايل : أن لا يكون للناس سلطان يكفهم عن المظالم ، فيميل بعضهم على بعض بالغارة . والتمايز : أن ينقطع بعضهم عن بعض ، ويصيروا أحزابا بالعصبية . والمعامع : شدة الحرب والجد في القتال ، والأصل فيه من معمعة النار ، وهو سرعة التهابها . قال الشاعر [2] يصف فرسا : < شعر > جموحا مروحا وإحضارها * كمعمعة السّعف الموقد < / شعر > شبه حفيفها من المرح في عدوها ؛ بمعمعة النار إذا التهبت في السعف ، ومن ذلك قالوا للمرأة الذكية المتوقدة : معمع . قال أوفى بن دلهم [3] : ( النساء أربع : فمنهنّ معمع لها شيئها أجمع ، ومنهنّ تبّع ترى ولا تنفع ، ومنهن صدّع تفرّق ولا تجمع ، ومنهن غيث وقع في بلد فأمرع ) . وزاد عبد الملك بن عمير [4] : ومنهن القرثع : وهي التي تلبس درعها مقلوبا ، وتكحل إحدى عينيها ولا تكحل الأخرى . وقولهم : قد تطوّل عليّ فلان قال أبو بكر : معناه : قد تفضل علي . قال أبو عبيدة : الطَّول في كلام العرب : الفضل ، وأنشد : < شعر > وقال لجسّاس أغثني بشربة * تدارك بها طولا عليّ وأنعم [5] < / شعر > وقال اللَّه عز وجل : * ( ذِي الطَّوْلِ لا إِله إِلَّا هُوَ ) * [6] ، فمعناه : ذي الفضل على عباده .
[1] الفائق 3 / 396 . [2] امرؤ القيس ، ديوانه 187 . والجموح : النشيطة . والإحضار : نوع من السير السريع . [3] العدوي البصري ، روى عن نافع . ( ميزان الاعتدال 1 / 278 ، تهذيب التهذيب 1 / 385 ) . [4] من رواة الحديث ، توفي 136 ه - . ( ميزان الاعتدال 2 / 660 ، طبقات الحفاظ 56 ) . [5] للنابغة الجعدي ، ديوانه 145 وفيه : تمن بها فضلا . [6] سورة غافر : آية 3 .