وسئل ابن عباس عن قول اللَّه عز وجل : * ( فَهُمْ فِي أَمْرٍ مَرِيجٍ ) * ، فقال : معناه : في أمر مختلط ، أما سمعت قول الشاعر [1] : < شعر > فجالت والتمست به حشاها * فخرّ كأنّه خوط مريج < / شعر > معناه : كأنه سهم قد اختلط الدم به . والخوط عندهم : الغصن ، وجمعه خيطان . قال الشاعر [2] : < شعر > يهيج عليّ الشوق سجع حمامة * تنوح بلحن في هديل تجاوبه على سلب الخيطان أحوى نباته * إذا استنّ ريعان الصّبا فهو قالبه < / شعر > ويقال : مرجت الدابة إذا خليتها ، وأمرجتها إذا رعيتها . قال اللَّه عز وجل : * ( مَرَجَ الْبَحْرَيْنِ يَلْتَقِيانِ ) * [3] ، معناه : أرسل البحرين وخلَّاهما . وقال النعمان بن بشير الأنصاري [4] : < شعر > مرجت لنا البحرين بحرا شرابه * فرات وبحرا يحمل الفلك أسودا أجاجا إذا طابت له ريحه جرت * به وتراها حين تسكن ركَّدا < / شعر > وقولهم : قد ميّزت الدراهم قال أبو بكر : معناه : قد فصّلتها وقطعت بعضها عن بعض . قال اللَّه عز وجل : * ( وامْتازُوا الْيَوْمَ أَيُّهَا الْمُجْرِمُونَ ) * [5] . قال أبو عبيدة : معناه : انقطعوا عن المؤمنين وكونوا فرقة واحدة . قال اللَّه عز وجل : * ( تَكادُ تَمَيَّزُ مِنَ الْغَيْظِ ) * [6] ، معناه : تنقطع بعضها من بعض . قال النبي صلَّى اللَّه عليه وسلم : « لا تهلك أمتي حتى يكون التّمايل والتمايز
[1] عمرو بن الداخل الهذلي ، ديوان الهذليين 3 / 103 . وقيل لزهير بن حرام ( شرح أشعار الهذليين 611 ) . [2] لم أقف عليه . [3] سورة الرحمن : آية 19 . [4] شعره : 98 . [5] سورة يس : آية 59 . [6] سورة الملك : آية 8 .