الذي رواه عمر عن النبي صلَّى اللَّه عليه وسلم : « من سره أن يسكن بحبوحة الجنة فليلزم الجماعة » [1] ، فمعناه : وسط الجنة . ومن ذلك قول جرير [2] : < شعر > قومي تميم هم القوم الذين هم * ينفون تغلب عن بحبوحة الدار < / شعر > معناه : عن وسط الدار . وقولهم : قد تمطَّى فلان قال أبو بكر : معناه : قد مدّ يديه وأعضاءه ، وهو تفعّل من قولهم : قد مطوت بهم في السير أمطو مطوا ، إذا مددت بهم . قال امرؤ القيس [3] : < شعر > مطوت بهم حتى تكلّ مطيّتي * وحتى الجياد ما يقدن بأرسان < / شعر > ويقال : قد تمطى الرجل ، إذا تبختر . قال الفراء [4] : إنما قيل للذي يتبختر : قد تمطى ، لأنه يمد مطاه ، أي ظهره . فعلى قول الفراء هو من مطوت أمطو . وقال أبو عبيدة : معنى قولهم للمتبختر : قد تمطى : قد مشى المطيطاء ، وهي مشية يتبختر فيها . قال النبي صلَّى اللَّه عليه وسلم : « إذا مشت أمتي المطيطاء ، وخدمتهم فارس والروم ، كان بأسهم بينهم » [5] . فأصل تمطى عند أبي عبيدة تمطَّط ، فاستثقلوا الجمع بين ثلاث طاءات ، فأبدلوا من الثانية ياء ، . . . كما قال العجاج [6] : < شعر > تقضّي البازي إذا البازي كسر * أبصر خربان فضاء فانكدر < / شعر > أراد : تقضّض البازي ، فأبدل من الثالثة ياء . وقال اللَّه عز وجل : * ( ثُمَّ ذَهَبَ إِلى أَهْلِه يَتَمَطَّى ) * [7] ، معناه : يتبختر . وشبيه بهذا قول اللَّه عز وجل :