وقولهم : على ما خيّلت قال أبو بكر : قال أبو العباس : معناه : على ما أرت وشّبهت ، وقال : يقال : تخيّلت وخيّلت ، وقال : خيلت : هو الكلام الجيد ، والأصل فيه من قولهم : قد خيّلت السحابة وتخيّلت ، إذا أرت مخيلة للمطر . وقال يعقوب [1] : قال الأصمعي : معنى قولهم : على ما خيلت : على ما شبّهت ، وأنشد بيت زهير [2] : < شعر > تجدهم على ما خيّلت هم إزاءها * وإن أفسد المال الجماعات والأزل < / شعر > قال يعقوب : قال الأصمعي [3] : معناه : إذا حبس الناس أموالهم لا تسرح وجدتهم ينحرون ، وإذا اشتد أمر الناس حتى يبلغ الضيق وجدتهم يسوسون . فمعنى قوله : هم إزاءها : هم القائمون بها . ومعنى قوله : وإن أفسد المال الجماعات والأزل ، معناه : وإن أفسد المال الذين يأكلونه وجدب السنين ، وقال أبو العباس : الخال عندهم : السحاب الذي يخيل إليك أن فيه المطر ، وأنشد للفرزدق [4] : < شعر > أتيناك زوّارا ووفدا وشامة * لخالك كخال الصدّق مجد ونافع < / شعر > وقال الآخر [5] : < شعر > باتت تشيم لدى هارون من حضن * خالا يضيء إذا ما مزنه ركدا < / شعر > وقال سديف [6] : < شعر > أقم قصد وجهك شطر العراق * وخال الخليفة فاستمطر < / شعر >
[1] ينظر إصلاح المنطق 371 ، ولا ذكر فيه للأصمعي ، وقول الأصمعي في شرح ديوان زهير . [2] ديوانه 105 . [3] ينظر ديوان زهير 106 فالشرح فيه هو هو ، ولا ذكر للأصمعي . [4] ديوانه 1 / 393 . والشامة : جمع شائم ، وهو الذي يشيم البرق ينظر أين مقر غيمه . والخال : السحاب . [5] لم أقف عليه . [6] أخل به شعره . وسديف بن مولى بني العباس وشاعرهم . ( الشعر والشعراء 761 ، طبقات ابن المعتز 37 ) .