الغمزة والدفعة بسرة . فالذين قالوا : الدغرة : الاختلاس ، احتجوا بقول النبي [1] صلَّى اللَّه عليه وسلم : « لا قطع في الدغرة » ، أي في الاختلاس . والمحدّثون يقولون : في الدغرة بفتح الغين ، وأهل اللغة يسكنون الغين . والذين قالوا : الدغرة : الغمز والدفع ، قالوا : هو من قول العرب : قد دغرت المرأة حلق الصبي تدغره دغرا ، إذا غمزته من وجع يهيج به من الدم يقال له : العذرة . ويقال أيضا : قد عذرته تعذره عذرا ، إذا غمزت العذرة وداوتها ، قال النبي صلَّى اللَّه عليه وسلم : « لا تعذّبن أولادكن بالدّغر » [2] ، فهو غمز الحلق . ويقال : قد دغر الصبي فهو مدغور ، وعذر فهو معذور ، إذا عولج من هذا . قال جرير [3] : < شعر > غمز ابن مرّة يا فرزدق كينها * غمز الطبيب نغانغ المعذور < / شعر > النغانغ : لحمات تكون عند اللهوات ، واحدها نغنغ ، ويقال لها اللغانين ، واللغاديد ، واحدها لغنون ولغدود . ويقال للواحد أيضا : لغد ، فمن قال : لغد قال في الجمع ألغاد . وقولهم : جاء في وقت الهاجرة قال أبو بكر : قال أبو العباس : وقت الهاجرة : وقت شدة الحر ، وقال : إنما سميت هاجرة ، لأنها تهجر البرد ، قال : ويجوز أن تكون سميت هاجرة ؛ لأنها أكثر حرا من سائر النهار ، من قولهم : فلان أهجر من فلان إذا كان أضخم منه . ويقال للحوض الضخم : هجير ، فسميت الهاجرة هاجرة ، لضخامة الحر فيها . ويقال لوقت الحر هجير أيضا ، فيكون لفظه كلفظ الهجير إذا عني به الحوض الضخم . قال الشاعر : < شعر > وقد خضن الهجير وعمن حتى * يفرّج ذاك عنهنّ المساء [4] < / شعر >
[1] هو حديث الإمام علي كما في غريب الحديث 1 / 29 ، والفائق 1 / 428 ، والنهاية 2 / 123 . [2] غريب الحديث 1 / 28 . [3] ديوانه 858 . وابن مرة هو : عمران بن مرة المنقري . وكان أسر ( جعثن ) أخت الفرزدق يوم السبعان . والكين : لحم الفرج . [4] لم أقف عليه .