< شعر > أريد حباءه ويريد قتلي * عذيرك من خليلك من مراد < / شعر > وقال النبي صلَّى اللَّه عليه وسلم : « لن يهلك الناس حتى يعذروا من أنفسهم » [1] . قال أبو عبيدة : معناه : حتى تكثر ذنوبهم وعيوبهم ، وكان يقول : حتى يعذروا من أنفسهم بضم الياء . وقال : يقال : قد أعذر الرجل يعذر إعذارا إذا صار ذا عيب وفساد . وقال غيره : يقال : عذر يعذر إذا كثرت ذنوبه وعيوبه . وقال أبو عبيدة : معنى قوله عليه الصلاة السلام ( حتى يعذروا من أنفسهم ) : حتى يعذروا من يعذّبهم ، أي : حتى يستوجبوا العقوبة ، فيكون لمن يعذبهم العذر في ذلك ، قال : وهو بمنزلة الحديث الآخر : « لن يهلك على اللَّه إلا هالك » [2] ، واحتج بقول الأخطل [3] : < شعر > فإن تك حرب ابني نزار تواضعت * فقد أعذرانا في كلاب وفي كعب < / شعر > أي : جعلت لنا عذرا فيما صنعنا . ويروى : فقد عذرتنا . ويقال : قد أعذر فلان في طلب الحاجة ، إذا بالغ فيها ، وقد عذر فيها ، إذا لم يبالغ . ويقال : قد أعذر الحجام الصبّي وعذره بألف وبغير ألف ، ومعناهما الختان . ويقال : قد عذرت الصبي ، إذا كانت به العذرة ، وهي : وجع الحلق ، فغمزتها . وقولهم : قال ذاك إنسان من الناس قال أبو بكر : قال ابن عباس : إنما سمي إنسانا ، لأن اللَّه عز وجل عهد إليه ، فنسي . وقال الفراء : في الإنسان وجهان ؛ يجوز أن يكون إفعلانا من نسي ينسى ، فيكون الأصل فيه إنسيانا ، والدليل على هذا : أنهم يقولون في تصغيره : أنيسيان وأنيسين ، فعلى هذا الوجه ، إذا سمّينا رجلا بإنسان لم نجره . أنشد الفراء :
[1] غريب الحديث 1 / 131 . ونقل فيه قوله أبي عبيد التالية . [2] غريب الحديث 1 / 231 . [3] ديوانه 22 ( صالحاني ) ، 48 ( قباوة ) . وابنا نزار : ربيعة ومضر . تواضعت : سكنت . كلاب وكعب : ابنا ربيعة بن عامر بن صعصعة .