< شعر > يكبكب فيها الظالمون بظلمهم * وجوههم فيها تلاح وتسفع [1] < / شعر > فمعنى تلاح : تغيّر . وقولهم : قد قضى فلان نحبه قال أبو بكر : فيه ثلاثة أقوال : قال أبو عبيدة : معناه : قد قضى فلان نفسه ، أي مات ، واحتج بقول ذي الرمة [2] : < شعر > عشّية فرّ الحارثيون بعدما * قضى نحبه في ملتقى القوم هوبر < / شعر > معناه : قضى نفسه في وقت التقاء الخيل ، وقال : المعنى : قضى نحبه يزيد بن هوبر ، فذكره باسم أبيه كما قال الصلتان [3] : < شعر > أرى الخطفى بذّ الفرزدق شعره * ولكنّ خيرا من كليب مجاشع < / شعر > أراد : ابن الخطفى فذكره باسم أبيه ، وقال أبو عبيدة : والنحب أيضا : الخطر العظيم ، واحتج بقول جرير [4] : < شعر > بطخفة جالدنا الملوك وخيلنا * عشيّة بسطام جرين على نحب < / شعر > معناه : على خطر عظيم . وقال أبو عبيدة وغيره : يكون معنى قول اللَّه عز وجل : * ( فَمِنْهُمْ مَنْ قَضى نَحْبَه ) * [5] : فمنهم من قضى نذره الذي كان نذر ، واحتج أبو عبيدة بقول الفرزدق [6] : < شعر > وإذا نحّبت كلب على الناس أيهم * أحقّ بتاج الماجد المتكرّم < / شعر > وقال نصيب [7] :
[1] لم أقف عليه . [2] ديوانه 647 . ويزيد بن هوبر الحارثي ، من أشراف اليمن ، قتل في يوم الكلاب . ( النقائض 150 ) . [3] المؤتلف والمختلف 214 . والصلتان العبدي : اسمه قثم بن خبيّة . [4] ديوانه 632 . [5] سورة الأحزاب : آية 23 . [6] ديوانه 2 / 199 . [7] أخل به شعره .