< شعر > فإنّ لنا حظائر باسقات * عطاء اللَّه ربّ العالمينا [1] < / شعر > وقولهم : هو أجبن من صافر قال أبو بكر : قال المفضل بن محمد الضبي [2] : الصافر : الرجل الذي يصفّر للفاجرة ، فهو يخاف كل شيء ، ويفزع من كل شيء . قال ذو الرمة [3] : < شعر > أرجو لكم أن تكونوا في إخائكم * كلبا كورهاء تقلي كلّ صفّار لما أجابت صفيرا كان آتيها * من قابس شيّط الوجعاء بالنار < / شعر > قالوا : معنى هذا أن امرأة كان يصفر لها رجل للفجور ، فتأتيه إذا سمعت صفيره ، ففطن زوجها لذلك ، فصفر لها ، فجاءته ، وهي ترى أنه ذلك الرجل ، فشيطها بميس معه ، فلما صفر لها الرجل كما كان يصفر قالت : قد قلينا كل صفّار ، أي : قد قلينا كل زان وعففنا . وقال الأصمعي : في قولهم أجبن من صافر : الصافر : ما يصفر من الطير ، وقال إنما وصف بالجبن ، لأنه ليس من الجوارح ، والجوارح : الكواسب الصوائد لأهلها . وقال أبو عبيدة : يقال : فلان جارحة أهله ، أي كاسبهم ، قال اللَّه عز وجل : * ( وما عَلَّمْتُمْ مِنَ الْجَوارِحِ مُكَلِّبِينَ ) * [4] . ويقال : قد جرح الرجل ، إذا كسب . وكذلك قد جرح الفرس . قال الشاعر يصف فرسا : < شعر > ويسبق مطرودا ويلحق طاردا * ويخرج من غمّ المضيق ويجرح < / شعر > أي : يكسب ويصيد . ويقال : قد اجترح فلان ، إذا كسب ، قال اللَّه عز وجل :
[1] للمرار بن منقذ في المفضليات 73 وشرحها 124 وفيهما : ناعمات ، ولا شاهد فيه على هذه الرواية . [2] هو صاحب المفضليات وأمثال العرب ، توفي نحو 178 ه ( مراتب النحويين 71 ، الأنباه : 3 / 298 ) . [3] أخل بهما ديوانه . وهما للكميت بن زيد في شعره : 1 / 179 . والورهاء : الحمقاء . [4] سورة المائدة : آية 4 .