< شعر > غنيّ النفس أن أزداد حبّا * ولكني إلى وصل فقير < / شعر > فمعناه : تدخل وتوسط إلى قلبي . ومن ذلك قولهم : قد غلّ فلان كذا وكذا ، معناه : قد اقتطعه ودسّه في متاعه . ومن ذلك قولهم : قد قتل فلان فلانا غيلة ، معناه : تدخل إلى ذلك وتوصل إليه وأخفاه . وقال النحويون : الأصل في تغلغل الرجل : تغلَّل ، فاستثقلوا الجمع بين اللامات ، ففصلوا بينها بالغين ، كما قالوا : قد صرصر الباب ، والأصل فيه : قد صرّر الباب ، فاستثقلوا الجمع بين الراءات ففصلوا بينها بالصاد ، وكما قالوا : قد تكمكم الرجل ، أي لبس الكمة ، وهي : القلنسوة ، والأصل فيه : قد تكمّم الرجل ، ففصلوا بين الميمات . وكذلك قولهم : قد تحلحل الرجل ، أصله : قد تحلَّل . وكذلك قولهم : قد حثحثته ، الأصل فيه : قد حثّثته . وقال الفراء : الصّلصال الأصل فيه : الصّلَّال ، أي : المنتن ، من قولهم : قد صلّ اللحم ، إذا أنتن . ويقال أيضا : أصلّ وصلَّل ، فأبدلوا من اللام الثانية صادا . وإنما يفعلون هذا فيما كان فيه حرف مشدّد ، ولم يسمع هذا التكرير فيما ليس فيه حرف مشدّد إلا في حرف واحد ، يقال في مثل للعرب : تعظعظي ثم عظي ، قال الأصمعي : قال رجل من العرب لامرأته : لا تعظيني وتعظعظي ، وهذا شاذ لا يقال عليه . وفي القلنسوة سبع لغات ، هي : القلنسوة ، والقليسية ، والقلنسية والقلينسة ، والقليسة ، والقلساة ، والقلنساة . فالقليسية ، والقليسة ، والقلينسة ، هذه الثلاثة تصغير ، وما سواها تكبير . وقولهم : قد بجّل فلان فلانا قال أبو بكر : معناه : قد عظمه . والتبجيل : مأخوذ من البجيل ، يقال : رجل بجيل وبجال ، إذا كان ضخما . أنشد الاصمعي : < شعر > شيخا بجالا وغلاما حزورا < / شعر > ومن ذلك الحديث الذي يروى : أن النبي صلَّى اللَّه عليه وسلم دخل المقابر فقال : « السلام عليكم . أصبحتم خيرا بجيلا ، وسبقتم شرّا طويلا » . معناه : أصبتم خيرا كثيرا ضخما .