< فهرس الموضوعات > معنى قولهم : قد دمدم فلان على فلان < / فهرس الموضوعات > وقولهم : قد دمدم فلان على فلان قال أبو بكر : فيه قولان ؛ أحدهما : أن يكون المعنى : قد تكلم وهو مغضب . وأصل الدمدمة : الغضب ، من ذلك قوله عز وجل : * ( فَدَمْدَمَ عَلَيْهِمْ رَبُّهُمْ بِذَنْبِهِمْ فَسَوَّاها ) * [1] ، معناه : فغضب عليهم . والقول الآخر : أن يكون ، معنى دمدم عليه : كلَّمه بكلام أزعجه وحرك قلبه ؛ لأنّ أكثر أهل اللغة والتفسير قالوا : معنى دمدم عليهم : أرجف الأرض بهم ، أي : حركها ، والرجفة معناه في اللغة : الحركة . قال ورقة ابن نوفل : < شعر > فقالوا لأحمد قولا عجيبا * تكاد البلاد له ترجف < / شعر > وقال الآخر : < شعر > تحنّي العظام الراجفات من البلى * وليس لداء الركبتين طبيب [2] < / شعر > وقال آخر : < شعر > فدمدموا بعدما كانوا ذوي نعم * وعيشة أسكنوا من بعدها الحفرا [3] < / شعر > < فهرس الموضوعات > معنى قولهم : جلساء فلان كأنّما على رؤوسهم الطير < / فهرس الموضوعات > وقولهم : جلساء فلان كأنّما على رؤوسهم الطير قال أبو بكر : في هذا قولان ، أحدهما : أن يكون المعنى أنهم يسكنون ؛ فلا يتحركون ويغضون أبصارهم ، والطير لا يقع إلَّا على ساكن . يقال للرجل إذا كان حليما وقورا : إنّه لساكن الطائر ، أي : كأنّ على رأسه طائر ؛ لسكونه . قال الشاعر : < شعر > إذا حلَّت بنو أسد عكاظا * رأيت على رؤوسهم الغرابا < / شعر > فمعنى البيت : أنهم يذلون ويسكنون كأن على رؤوسهم غرابا من سكونهم ، وإنما خص الغراب ، لأنه أحذر الطير وأبصرها ، ويقال : أحذر من غراب ، وأبصر من غراب . ويقال للرجل إذا ذعر من الشيء : قد طارت عصافير رأسه ، كأنه كان على رأسه عند سكونه طير ، فلما ذعر طارت . قال الشاعر :
[1] سورة الشمس : آية 14 . [2] اللسان ( رجف ) . [3] لم أقف عليه .