ومن قال : أفّا لك ، نصبه على مذهب الدعاء ، كما تقول : ويلا للكافرين . ومن قال : أفّ لك ، رفعه باللام ، كما قال اللَّه عز وجل : * ( وَيْلٌ لِلْمُطَفِّفِينَ ) * [1] . ومن قال أفّ لك ، خفضه على التشبيه بالأصوات ، كما تقول : صه ومه . ومن قال : أفّة لك ، نصبه أيضا على مذهب الدعاء . ومن قال : أفّي لك ، أضافه إلى نفسه . ومن قال : أف لك ، شبهه بالأدوات ؛ بمن وكم بل وهل ، وقولهم : فلان يشرب النبيذ قال أبو بكر : قال أهل اللغة : إنما سمي النبيذ نبيذا ، لأنه منبوذ في الظرف ، أي : طرح في ظرفه وألقي ، والأصل فيه : المنبوذ ، فصرف عن المنبوذ إلى النبيذ ، كما قالوا : هذا مقتول وقتيل ، ومجروح وجريح . قال الشاعر [2] : < شعر > فظلّ طهاة اللحم من بين منضج * صفيف شواء أو قدير معجّل < / شعر > أراد : مقدور ، فصرفه عن مفعول إلى فعيل . وهو من قولهم : قد نبذت الشيء أنبذه نبذا ونبذة . قال اللَّه عز وجل : * ( فَنَبَذُوه وَراءَ ظُهُورِهِمْ ) * [3] ، أي : طرحوه وألقوه ، وقال أبو الأسود [4] : < شعر > وخبّرني من كنت أرسلت إنما * أخذت كتابي معرضا بشمالكا نظرت إلى عنوانه فنبذته * كنبذك نعلا أخلقت من نعالكا < / شعر > وأرد : فطرحته . وقال الآخر : < شعر > إنّ الذين أمرتهم أن يعدلوا * نبذوا كتابك واستحلّ المحرم < / شعر > ويقال : نبذت النبيذ ، بغير ألف ، أنبذه نبذا . وقال الفراء : حكى أبو جعفر
[1] سورة المطففين : آية 1 . [2] امرؤ القيس ديوانه 22 . [3] سورة آل عمران : آية 178 . [4] ديوانه 82 . وأبو الأسود الدؤلي اسمه : ظالم بن عمرو ، توفي 69 ه . ( معجم الأدباء 12 / 34 الأنباه 1 / 13 ) .