وقولهم : فلان عرّة قال أبو بكر : فيه أربعة أقوال ؛ قال أبو عبيدة : العرّة : الذي يجني على أهله وإخوانه ويلحقهم من الجناية والأذى مثل ما يلحق العرّ صاحبه ، والعرّ : الجرب ، واحتج بقول اللَّه عز وجل : * ( فَتُصِيبَكُمْ مِنْهُمْ مَعَرَّةٌ بِغَيْرِ عِلْمٍ ) * [1] ، أي : جناية كجناية الجرب ، واحتج بقول هشام بن عقبة [2] أخي ذي الرمة : < شعر > إذا الأمر أغنى عنك حنويه فاجتنب * معرّة أمر أنت عنه بمعزل < / شعر > وقال قوم : العرة عند العرب : القذر الدنس الذي يلحق أهله دنسا وقذرا كدنس العرّة ، والعرّة : العذرة ، قال الطرماح [3] : < شعر > في شناظي أقن بينها * عرّة الطير كصوم النّعام < / شعر > وقال الأصمعي : العرّة : الذي يعرّ أهله ؛ أي : يعيبهم ويدنّسهم ، كما يدنّس العرّ صاحبه قال : والعرّ والعرّ عند العرب : الجرب ، وأنشد لعلقمة الفحل [4] : < شعر > قد أدبر العرّ عنها وهو شاملها * من ناصح القطران المحض تدسيم [5] < / شعر > وقال قوم : العرّة : الضعيف العاجز الذي لا يدفع الضّيم عن نفسه ، ويظلم فلا ينتصر ، قالوا : هو مأخوذ من العرّ ، والعرّ عند العرب : شيء يخرج بالبعير ، فتزعم العرب أن ذلك إذا أصاب البعير ، أبرك إلى جانبه بعير صحيح ، فيكوى الصحيح فيبرأ العليل . قال الشاعر [6] : < شعر > أخذت عليّ ذنبه وتركته * كذي العرّ يكوى غيره وهو راتع < / شعر >
[1] سورة الفتح : آية 25 . [2] معجم الشعراء 284 . [3] ديوانه ، ص 395 . [4] ديوانه ، ص 55 . [5] القطران : ضرب من النفط ، تطلى به الإبل الجربى . [6] البيت للنابغة الذبياني ، ديوانه ، ص 48 .