وقد ظُلِّلتْ [1] عِقْبانُ [2] أعلامِهِ ضُحىً * بِعِقْبانِ [3] طيْر في [4] الدّماءِ نواهِلُ [5] أقامَتْ [6] مع الرّايات [7] حتّى كأنّها * مِنَ الجَيْشِ إلاّ أنّها لم تُقاتِل المعنى المأخوذ مِن " الأفْوَه " تساير الطّير على آثارهم وزاد عليه " أبو تمّام " زيادات محسّنة له بقوله " إلاّ أنّها لم تقاتل " و " في الدّماء نواهل " و " بإقامتها مع الرّايات حتّى كأنّها من الجيش " .
تذكّران 1 - أكثر الأنواع المذكورة لغير الظاهر ونحوها مقبولة ، والمدار في القبول أن يُخرجه حسن التّصرف مِن التقليد والاتّباع إلى حيّز الابتداع . وكلّ ما كانَ أشَدُّ خفاءاً بحيث لا يعرف كونه مأخوذاً من غيره كانَ أقرب إلى القبول .
2 - الأقسام المذكورة كلّها مبنيّة على ادّعاءِ سبقِ أحدهما وأخذِ الثاني منه ، وكونه مقبولا أو مردوداً إنّما يكون إذا عُلم أنَّ الثّاني أخَذَ من الأوّل ، وإلاّ فلا يحكم بشيء من ذلكَ لجواز أن يكون الاتّفاق في اللّفظ والمعنى جميعاً أو في المعنى وحده ، من قبيل توارد الخواطر ومجيئه على سبيل الاتّفاق من غير قصد إلى الأخذ .

[1] اي أُلقي عليها الظِّلّ .
[2] جمع عقاب بضمّ العين ، والإضافة لاميّة ، أي صورة العقاب المنقوشة على الأعلام .
[3] متعلّق " بِظُلّلَتْ " والإضافة بيانيّة ، أي عِقبان من جنس الطّير .
[4] " في " بمعنى " مِنْ " .
[5] جمع " ناهل " من " نَهَلَ " أي روى ، وَهو وصفٌ للعِقْبان .
[6] فاعلها وفاعل " لم تقاتل " عِقبانُ طير .
[7] أي الأعلام .

310