نام کتاب : البليغ في المعاني والبيان والبديع نویسنده : الشيخ أحمد أمين الشيرازي جلد : 1 صفحه : 309
يَبِسَ النّجيعُ [1] عليه [2] وهُوَ مُجَرَّدٌ * عَنْ غِمْدِهِ فكأنّما هُوَ مُغْمَدُ [3] فنقل المعنى من القتلى والجرحى إلى السّيف . الثّالث : أن يكون المعنى الثّاني أشمل ، كقول " جرير " : إذا غَضِبْت عَلَيْكَ بَنُو تميم * وَجَدْتَ النّاسَ كُلَّهُمُ غِضابا وقول " أبي نؤاس " : ليسَ على اللهِ بِمُسْتَنْكر * أنْ يَجْمَعَ العالَمَ في واحدِ فالثّاني أشمل لأنّ " النّاسَ " جزءٌ من " العالَم " ، ومراده من " الواحد " " فضل برمكي " . الرابع : القلب وهو أن يكون المعنى الثّاني نقيض المعنى الأوّل ، كقول " أبي الشَّيص " : أجِدُ الملامة في هَواكِ لذيذةً * حُبّاً لِذكرِكِ فَليَلُمْني اللُّوَّمُ وبيت " المتنبّي " : أَأُحبُّهُ وأُحِبُّ فيه مَلاَمَةً * إنَّ الملامَةَ فِيهِ مِنْ أعْدائِهِ الاستفهام للإنكار باعتبار القيد الّذي هو حال أعني قوله " وأُحِبُّ فيه ملامةً " وهذا نقيض معنى بيت " أبي الشَّيص " لكن كلّ منهما باعتبار ، فمحبّة اللّومِ في البيت الأوّل من حيث اشتمال اللّوم على ذكر المحبوب وهو محبوبٌ له ، وكراهته في الثّاني من حيث صدوره من الأعداء وهو مبغوضٌ له . الخامس : أن يؤخذ بعض المعنى ويضاف إليه ما يحسنه ، كقول " الأفْوَه " : وَتَرَى الطّيرَ على آثارِنا [4] * رأيَ عيَن [5] ثِقَةً أن سَتُمارِ [6] وبيت أبي تمّام :
[1] أي الدّم . [2] أي على السّيف . [3] أي ذو غمد . [4] أي ورائنا . [5] أي عياناً . [6] أي ستطعم من لحوم مَن يقتل .
309
نام کتاب : البليغ في المعاني والبيان والبديع نویسنده : الشيخ أحمد أمين الشيرازي جلد : 1 صفحه : 309