responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : البليغ في المعاني والبيان والبديع نویسنده : الشيخ أحمد أمين الشيرازي    جلد : 1  صفحه : 249


والتدبيج المشتمل على التّورية مثل كلمة " الأصفر " في " المحبوب الأصفر " بمعنى الذّهب [1] في كلام الحريري [2] " فمذ اغبرَّ العيش الأخضر وَازْوَرَّ [3] المحبوب الأصفر اسودّ يَوْمي الأبيض وابيضَّ فودي [4] الأسود حتّى رثى لي العدوّ الأزرق فيا حبّذا الموت الأحمر " . فألفاظ " اغْبرَّ ، الأخْضر ، الأبيض ، الأسود ، الأزرق والأحمر " كنايات لا توريات . وجمع الألوان لقصد التّورية لا يقتضي أن يكون في كلّ لون تورية كما توهّمه بعضهم .
ف‌ " اخضرار العيش " كناية عن طيبه وسعته ، و " اغبرار العيش " عن ضيقه ونقصانه ، و " اسودادُ اليوم " عن كثرة الهموم ، و " ابيضاضه " عن السّرور والفرح ، كما أنّ " ابيضاض الفَوْد " كناية عن ضعف بُنيته من كثرة الهمّ ، و " العدوّ الأزرق " كناية عن كلّ عدوٍّ لجوج ، و " الموت الأحمر " كناية عن الموت الشّاقّ أو القتل .
السّادس : الملحق بالطّباق ، وهو اثنان :
ألف : الجمع بين معنيين يتعلّق أحدهما بما يقابل الآخر نوع تعلّق مثل السببيّة واللّزوم ، نحو ( أشِدّاءُ على الكفّار رحماءُ بينهم ) [5] فإنّ الرّحمة وإن لم تكن مقابلة للشدّة لكنّها مسبّبة عن اللّين الّذي هو ضدّ الشّدة .
ب : الجمع بين معنيين غير متقابلين عبّر عنهما بلفظين يتقابل معناهما الحقيقيّان ، كالجمع بين الضّحك والبكاء في هذا البيت :
لا تَعْجَبي يا سَلْمُ مِنْ رَجُل * ضَحِكَ المَشيبُ برأسِهِ فَبكى فإنّ للضّحكِ معنيين : أحدهما حقيقيّ وهو المقابل للبكاء ولم يقصده الشّاعر ، وثانيهما المجازي وهو " ظَهَرَ " وقد قصده الشّاعر . فالطّباق والمقابلة في المعنى الحقيقيّ الّذي لم يَقْصُدْ لا المجازي الّذي قصد ، ولذا سمّي " إيهام التّضاد " لأنّ المعنيين قد ذكرا بلفظين يوهمان التّضادّ ظاهراً .



[1] هذا معناه البعيد عن الذّهن ، ومعناه القريب منه المحبّ الّذي لون وجهه أصفر .
[2] في المقامة البغداديّة .
[3] أي أعَرَضَ وتباعَدَ .
[4] أي شعر جانب الرأس ممّا يلي الأُذن .
[5] الفتح ( 48 ) الآية 29 .

249

نام کتاب : البليغ في المعاني والبيان والبديع نویسنده : الشيخ أحمد أمين الشيرازي    جلد : 1  صفحه : 249
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست