نام کتاب : البليغ في المعاني والبيان والبديع نویسنده : الشيخ أحمد أمين الشيرازي جلد : 1 صفحه : 194
حتّى لو سقط واحد منها يسقط التّشبيه كما في الآية فإنّه إذا لوحظ الحمار بدون حمل الأسفار يفوت الغرض من التّشبيه ، وكذا يجب انتزاع وجه الشّبه من جميع البيت الثاني في قوله : لَقَدْ أطمَعْتني بِالوصالِ تَبَسُّماً * وَبَعْدَ انْتظاري أَعْرَضَتْ وَتَوَلَّتْ كَما أبْرَقَتْ قَوْماً عِطاشاً غَمامةٌ [1] * فَلمّا رَأَوْهَا أقْشَعَتْ [2] وتَجَلَّتْ [3] وانتزاعه من مصرع الأوّل مِن البيت الثّاني خطأٌ كما هو ظاهر . الثّاني من بديع المركّب الحسّيّ وجه الشّبه الّذي تقع عليه الحركة سواء اقترنت بها أوصاف الجسم كاللّون والشّكل أو لم تقترن ، والأوّل مثل ما مَرَّ في " الشّمس كالمرآة في كفّ الأشلّ [4] " والثّاني نحو قوله في وصف حديقة : حُفَّتْ [5] بِسَرْو كَالقِيانِ [6] تَلَحَّفَتْ [7] * خُضْرَ الحَريرِ عَلى قَوام [8] مُعْتَدل فَكَأنّها وَالرّيحُ جاءَ يَميلُها * تَبْغي التّعانق ثُمَّ يَمْنَعها الخَجِل وقد يقع التّركيب في هيئة السّكون ، مثل تداوم التّمطّي مع اللّوثة والكسل في تشبيه مصلوب بالمتمطّي [9] بعد القيام من النّعاس في قوله : كَأنُّه عاشِقٌ قَدْ مَدّ صَفْحَتَهُ [10] * يَوْمَ الوِداعِ إلى توديع مُرْتَحِلِ أو قائِمٌ مِنْ نُعاس فِيهِ لوثَتُهُ * مُواصِلٌ [11] لِتَمطّيهِ مِنَ الكَسِلِ فالتّمطّي سكون لكن رُكّب مع المواصلة حال كونه بعد الكسل واللّوثة فَلَطُفَ التّشبيه .
[1] أي السّحاب . [2] أي تفرّقت . [3] أي انكشفت . [4] مرّ في ص 185 . [5] أي أُحيطت بأشجار السّرو . [6] أي الجواري . [7] أي تَلَفَّفَتْ . [8] أي القامة . [9] أي المتمدّد يداه وعنقه بعد النّعاس . [10] أي جانب العنق . [11] أي مداوم .
194
نام کتاب : البليغ في المعاني والبيان والبديع نویسنده : الشيخ أحمد أمين الشيرازي جلد : 1 صفحه : 194