نام کتاب : البليغ في المعاني والبيان والبديع نویسنده : الشيخ أحمد أمين الشيرازي جلد : 1 صفحه : 51
إنّ اسناد " أشابَ " و " أفنى " إلى " كرّ الغداة " و " مرّ العشيّ " حقيقة ، والحقّ وجود التّأوّل في كلامه وهو قوله بعد عدّة أبيات : وملّتنا انّنا المسلمون * على دين صدّيقنا والنّبي فالشاعر معتقد بأنّ الفاعل الحقيقي " الله " تبارك شأنه و " الغداة " و " العشيّ " زمان أو سبب ، فالإسناد في بيته مجاز لا حقيقة لوجود التّأوّل . المجاز مع طرفيه : المسند والمسند إليه في المجاز العقلي أربعة اقسام : 1 - الحقيقتان اللّغويّتان : " أنْبَتَ الرّبيعُ البَقْلَ " . 2 - المجازان اللّغويّان : " أحْيَا الأرضَ شبابُ الزّمان " لأنّ المراد " بإحياء الأرض " تهييج القوى النّاميةِ فيها لا إعطاء الحياة الّتي تقتضي الحسّ والحركة الإراديّة ، وكذا المراد بشباب الزّمان الربيع . 3 - المسند حقيقة والمسند إليه مجاز : " أنْبَتَ البَقْلَ شَبابُ الزّمانِ " . 4 - المسند مجاز والمسند إليه حقيقة : " أحْيَا الاَرضَ الرّبيعُ " . المجاز العقلي في القرآن هو في القرآن كثير نحو ( وإذا تُليَتْ عليهم آياته زادتهم إيماناً ) [1] . " الزّيادة " فعل الله وقد أُسندت إلى الآيات لكونها سبباً ، ( يذبّح أبناءهم ) [2] نُسب التّذبيح الّذي هو فعل الجيش إلى فرعون لانّه سبب آمر ، ( ينزع عنهما لباسهما ) [3] نُسب نزع اللّباس عن آدم وحوّاء [ وهو فعل الله تعالى حقيقة ] إلى إبليس لأنّ سببه الأكل مِن الشّجرة وسبب الأكل وسوسته ومقاسمته إيّاهما أنّه لهما لمن النّاصحين ، ( يوماً [4] يجعل الولدانَ شيباً ) [5] نُسب الفعل إلى الزمان وهو للهِ تعالى حقيقة ،