responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : البليغ في المعاني والبيان والبديع نویسنده : الشيخ أحمد أمين الشيرازي    جلد : 1  صفحه : 50


والسّبب [1] . فإسناد الفعل إلى الفاعل إذا كان مبنيّاً للفاعل ، والى المفعول به إذا كانَ مبنيّا للمفعول به حقيقة كما مرّ ، وإسناد الفعل إلى غير الفاعل في المبنيّ للفاعل ، والى غير المفعول به في المبنيّ للمفعول به [ لأجل أنّ ذلك الغير يشابه ما هو له في ملابسة الفعل ] مجازٌ كقولهم : " عيشةٌ راضيةٌ " فيما بُني للفاعل واسند إلى المفعول به إذ العشية مرضيّةٌ ، و " سَيْلٌ مُفعَم " في عكسه ، لأنّ السّيل هو الّذي يملأُ ، و " جَدَّ جدُّهُ " فيما بُنيَ للفاعل وأُسند إلى المصدر لأنّ الشّخص يجِدُّ ، و " نهارُهُ صائمٌ " فيما بُنيَ للفاعل وأُسند إلى الزّمان لأنّ الشّخص صائمٌ في النّهار ، و " نَهْرٌ جار " فيما بُنيَ للفاعل وأُسند إلى المكان لأنّ الماءَ جار في النّهر ، و " بنى الاميرُ المدينة " فيما بُنيَ للفاعل وأُسند إلى السّبَبِ لأنّ البناء فعل البنّاء والأمير سببٌ آمر .
وَلْيُعْلَم أنّ الإسناد العقلي يجري في النّسبة غير الإسناديّة من الإضافيّة والإيقاعيّة [2] . فالإضافيّة نحو " أعجبني إنبات الرّبيع البَقْلَ " ، " رأيتُ جري الأنهار " ، ( إنْ خِفْتُم شقاقَ بينهما ) [3] و ( مكر اللّيلِ والنّهار ) [4] والإيقاعية نحو " نَوّمتُ اللّيلَ " ، " أجْريْتُ الأنهارَ " و ( لا تطيعوا أمر الْمُسرفينَ ) [5] .
وقولنا في تعريف المجاز " بتأوّل " ، كما يخرج نحو ما مرّ من قول الجاهل [6] :
" أنْبَتَ الرّبيعُ البَقْل " و " شفى الطّبيبُ المريضَ " [ لعدم وجود التّأوّل ] يخرج الأقوال الكاذبة [ لأنّ الكاذب لا يأتي بتأوّل في كلامه ] فقول الجاهل والكاذب يدخل في تعريف الحقيقة ، ولذا قيل في بيتِ الصّلتانِ العبدي [7] :
أشابَ الصّغيرَ وَأفْنَى الكَبي‌ * رَ كَرُّ الغداة ومرُّ العَشيّ



[1] ولم نتعرّض للمفعول معه والحال ونحوهما من التّمييز والمستثنى لأنّ الفعل لو أُسند إليها لم تبق على ما كانت عليها مِن معانيها .
[2] المراد من " الإضافيّة " نسبة المضاف مع المضاف إليه ، ومن " الإيقاعيّة " نسبة الفعل مع المفعول .
[3] النّساء
[4] الآية 35 . ( 4 ) سبأ ( 34 ) الآية 33 .
[5] الشعراء ( 26 ) الآية 151 .
[6] أي المادّي والماترياليسم .
[7] اسمه " قثم ابن خبية " عاش في زمن الفرزدق وجرير .

50

نام کتاب : البليغ في المعاني والبيان والبديع نویسنده : الشيخ أحمد أمين الشيرازي    جلد : 1  صفحه : 50
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست