responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : البليغ في المعاني والبيان والبديع نویسنده : الشيخ أحمد أمين الشيرازي    جلد : 1  صفحه : 163


فقالَ له : يا يوسف ] فحذف خمسة جُمل [1] مع مالها من المتعلّقات [2] .
والحذف على وجهين :
ألف : لا يقام شيء مقام المحذوف بل يكتفى بالقرينة كالأمثلة المذكورة .
ب : أن يقام شيء مقام المحذوف ، نحو ( إنْ يُكذّبوكَ فقد كُذّبت رُسلٌ من قبلِكَ ) [3] فجملة " قد كُذّبت " ليست جزاءاً للشّرط لأنّ تكذيب الرّسل متقدّم على تكذيبه بل هو سبب لمضمون الجواب المحذوف أُقيم مقامه أي " فلا تحزن واصبر " .
أدلّةُ الحذف وهي كثيرة :
1 - أن يدلَّ العقل على الحذف ويدلَّ المقصود الأظهر على تعيين المحذوف ، نحو ( حُرّمت عليكم الميتةُ والدّمُ ولحمُ الخنزير . . . ) [4] فإنّ العقل يدلّ على أنَّ هنا حذفاً إذ الأحكام الشرعيّة إنّما تتعلق بالأفعال دونَ الأعيان ، والمقصودُ الأظهر من هذه الأشياء المذكورة في الآية تناولها الشّامل للأكل وشرب الألبان ، فَدلّ على تعيين المحذوف فالتّقدير " حُرّمت عليكم تناوُل الميتة " .
2 - أن يدلَّ العقل على الحذف وتعيين المحذوف ، نحو ( وجاءَ ربُّكَ ) [5] فالعقل دلّ على امتناعِ مجيء الرّبّ تعالى وتقدّس ، ويدلّ على تعيين المراد أيضاً أي " أمره " أو " عذابه " .
3 - أن يدلَّ العقل على الحذف والعادة على التّعيين ، نحو ( فذالكنَّ الّذي لُمتُنَّني فيه ) [6] فإنّ العقل دَلَّ على أنَّ فيه حذفاً ، إذ لا معنى لِلّوم على ذات الشّخص .
وامّا تعيين المحذوف فإنّه يحتمل أن يقدّر " في حبّه " لقوله تعالى ( قد شغفها



[1] وخامسها لفظة " يا " فإنّها نائبة عن جملةِ " أدْعوُا " .
[2] والمتعلّقات " إلى " و " له " .
[3] فاطر ( 35 ) الآية 4 .
[4] المائدة
[5] الآية 3 . ( 5 ) الفجر ( 89 ) الآية 22 .
[6] يوسف ( 12 ) الآية 32 .

163

نام کتاب : البليغ في المعاني والبيان والبديع نویسنده : الشيخ أحمد أمين الشيرازي    جلد : 1  صفحه : 163
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست