نام کتاب : البليغ في المعاني والبيان والبديع نویسنده : الشيخ أحمد أمين الشيرازي جلد : 1 صفحه : 110
المنويّ وهو المفعول الذي حذف وقدّر بحسب القرائن الدالّة على تعيينه . وحذفه يكون لهذه الأغراض : ألف : البيان بعد الإبهام كما في فعل المشيئة والإرادة ونحوهما إذا وقع شرطاً فإنّ الجواب يدلّ عليه ويُبَيّنه بشرط أن لا يكون تعلّق فعل المشيئة بالشّرط غريباً ، نحو ( فلو شاءَ لهداكم أجمعين ) [1] أي لو شاء الله هدايتكم لهداكم أجمعين ، فانّه لمّا قيل " لو شاء " علم السّامع أنّ هناكَ شيئاً علّقت المشيئة عليه لكنّه مبهم فإذا جيء بجواب الشّرط صار مبيّناً ، وهذا أوقع في النّفس . وأمّا إذا كانَ تعلّق فعل المشيئة بالشّرط غريباً فلا يحذف ، نحو : وَلَوْ شِئتُ أنْ أبْكي دَماً لبَكَيتُهُ * عَلَيْهِ ولكن ساحَةُ الصَّبْرِ أوْسَعُ تَعلَّقَ فعل المشيئة ببكاء الدّم وهو غريبٌ وذكره ليتقرَّرَ في نفس السّامع ويأنسَ به . ب : دفع توهّم إرادة غير المراد ابتداءاً ، كقوله : وَكَمْ ذُدتَ عنّي مِنْ تَحامُلِ حادِث * وسُؤرةِ أيّام حَزَزْنَ إلَى العَظْمِ " حَزَزنَ " أي " قَطَعْنَ " بحذفِ المفعول أعني " اللّحم " إذ لو ذكر لربّما توهّم قبل ذكر " إلى العظم " أنَّ الحزّ لم ينتهِ إلى العظم وإنّما كانَ في بعض اللّحم . " كم " خبريّة ومحلّها النّصب على أنّها مفعول " ذُدتَ " ومميّزها قوله " مِن تحامُل " . وإذا فصل بين كم الخبريّة ومميّزها بفعل متعدٍّ وجب الإتيان ب " مِنْ " لئلاّ يلتبس بالمفعول . " سؤرةُ أيّام " أي شدّتها وصولتها . ج : الاختصار ، كقولك " و قد كان منكَ ما يؤلم " أي كلّ أحد بقرينة أنّ المقام مقام المبالغة ، ونحو ( واللهُ يدعو إلى دار السّلام ) [2] أي جميع عباده . د : رعاية الفاصلة ، نحو ( والضُّحى * واللّيل إذا سجى * ما وَدَّعكَ ربُّكَ وما قلى ) [3] أي ما قلاكَ .