نام کتاب : الإيضاح في علوم البلاغة المعاني والبيان والبديع نویسنده : الخطيب القزويني جلد : 1 صفحه : 245
فائدة شريفة وهي الدلالة على اتصاف الممدوح بما لا يوجد إلا فيمن هو كامل في الكرم من معرفة حق المادح على ما احتشد له من تزيينه وقصده من تفخيم شأنه في عيون الناس بالإصغاء إليه والارتياح له والدلالة بالبشر والطلاقة على حسن موقعه عنده ومنه قوله تعالى حكاية عن مستحلي الربا « إنما البيع مثل الربا » فإن مقتضى الظاهر أن يقال إنما الربا مثل البيع إذ الكلام في الربا لا في البيع فخالفوا لجعلهم الربا في الحل أقوى حالا من البيع وأعرف به ومنه قوله عز وجل « أفمن يخلق كمن لا يخلق » فإن مقتضى الظاهر العكس لأن الخطاب للذين عبدوا الأوثان وسموها آلهة تشبيها بالله سبحانه وتعالى فقد جعلوا غير الخالق مثل الخالق فخولف في خطابهم لأنهم بالغوا في عبادتها وغلوا حتى صارت عندهم أصلا في العبادة والخالق سبحانه فرعا فجاء الإنكار على وفق ذلك قال السكاكي عندي أن المراد بمن لا يخلق الحي العالم القادر من الخلق تعريضا بإنكار تشبيه الأصنام بالله عز وجل وقوله « أفلا تذكرون » تنبيه توبيخ عليه ونحو قوله تعالى « أرأيت من اتخذ إلهه هواه » بدل أرأيت من اتخذ هواه إلهه وقد يكون الغرض العائد إلى المشبه به بيان الاهتمام به كتشبيه الجائع وجها كالبدر في الإشراق والاستدارة بالرغيف إظهارا للاهتمام بشأن الرغيف لا غير وهذا يسمى إظهار المطلوب قال السكاكي ولا يحسن المصير إليه إلا في مقام الطمع في تسني
245
نام کتاب : الإيضاح في علوم البلاغة المعاني والبيان والبديع نویسنده : الخطيب القزويني جلد : 1 صفحه : 245