نام کتاب : الإيضاح في علوم البلاغة المعاني والبيان والبديع نویسنده : الخطيب القزويني جلد : 1 صفحه : 242
فوقهم كأنه ظلة » فإنه بين ما لم تجر به العادة بما جرت به العادة وهذه الوجوه تقتضي أن يكون وجه الشبه في المشبه به أتم وهو به أشهر ولهذا ضعف قول البحتري ( على باب قنسرين والليل لاطخ * جوانبه من ظلمة بمداد ) فإنه رب مداد فاقد اللون والليل بالسواد وشدته أحق وأحرى ولهذا قال ابن الرومي ( حبر أبي حفص لعاب الليل * يسيل للإخوان أي سيل ) فبالغ في وصف الحبر بالسواد حين شبهه بالليل فكأنه نظر إلى قول العامة في الشيء الأسود هو كالنفس ثم تركه للقافية إلى المداد ومنها تزيينه للترغيب فيه كما في تشبيه وجه أسود بمقلة الظبي ومنها تشويهه للتنفير عنه كما في تشبيه وجه مجدور بسلحة جامدة قد نفرتها الديكة وقد أشار إلى هذين الغرضين ابن الرومي في قوله ( تقول هذا مجاج النحل تمدحه * وإن تعب قلت ذا قيء في الزنابير ) ومنها استطرافه كما في تشبيه فحم فيه جمر موقد ببحر من المسك موجه الذهب لإبرازه في صورة الممتنع عادة
242
نام کتاب : الإيضاح في علوم البلاغة المعاني والبيان والبديع نویسنده : الخطيب القزويني جلد : 1 صفحه : 242