نام کتاب : الإيضاح في علوم البلاغة المعاني والبيان والبديع نویسنده : الخطيب القزويني جلد : 1 صفحه : 194
والثاني أن يقام مقامه ما يدل عليه كقوله تعالى « فإن تولوا فقد أبلغتكم ما أرسلت به إليكم » ليس الإبلاغ هو الجواب لتقدمه على توليهم والتقدير فإن تولوا فلا لوم علي لأني قد أبلغتكم أو فلا عذر لكم عند ربكم لأني قد أبلغتكم وقوله « وإن يكذبوك فقد كذبت رسل من قبلك » أي فلا تحزن واصبر فإنه قد كذبت رسل من قبلك وقوله « وإن يعودوا فقد مضت سنة الأولين » أي فيصيبهم مثل ما أصاب الأولين وأدلة الحذف كثيرة منها أن يدل العقل على الحذف والمقصود الأظهر على تعيين المحذوف كقوله تعالى « حرمت عليكم الميتة والدم ولحم الخنزير » الآية وقوله « حرمت عليكم أمهاتكم » الآية فإن العقل يدل على الحذف لما مر والمقصود الأظهر يرشد إلى أن التقدير حرم عليكم تناول الميتة وحرم عليكم نكاح أمهاتكم لأن الغرض الأظهر من هذه الأشياء تناولها ومن النساء نكاحهن ومنها أن يدل العقل على الحذف والتعيين كقوله « وجاء ربك » أي أمر ربك أو عذابه أو بأسه وقوله « هل ينظرون إلا أن يأتيهم الله في ظلل من الغمام » أي عذاب الله أو أمره ومنها أن يدل العقل على الحذف والعادة على التعيين كقوله تعالى حكاية عن امرأة العزيز « فذلكن الذي لمتنني فيه » دل العقل على الحذف
194
نام کتاب : الإيضاح في علوم البلاغة المعاني والبيان والبديع نویسنده : الخطيب القزويني جلد : 1 صفحه : 194