responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الأزمنة والأمكنة نویسنده : أحمد بن محمد بن الحسن المرزوقي الأصفهاني    جلد : 1  صفحه : 54


و كان الجاحظ ينفيه ويقول : لم يتواتر الخبر به ويقول أيضا : لو انشق حتى صار بعضه في جبل أبي قبيس لوجب أن يختلف التقويمات بالزيجات لأنه قد علم سيره في كلّ يوم وليلة فلو انشقّ لكان وقت انشقاقه لا يسير .
و منه قوله تعالى : * ( الَّذِي خَلَقَ سَبْعَ سَماواتٍ طِباقاً ) * [ سورة الملك ، الآية : 3 ] إلى * ( وهُوَ حَسِيرٌ ) * أوّل السورة * ( تَبارَكَ الَّذِي بِيَدِه الْمُلْكُ ) * [ سورة الملك ، الآية : 1 ] وليس تفاعل هذا كتفاعل الذي يفيد التكلَّف للشيء عن غير موجب له نحو تخازر ، وتعارج ، وتساموا ، وتجاهلوا لكنّه بمعنى فعل وأصل البركة البقاء والزيّادة ، وكذلك لفظة تعالى في صفة اللَّه ، فهي بمعنى علا ومثله لعلا وتكبّر بمعنى كبر وعلا ، وهذا كما يقال : علا قرنه ، واستعلاه وقال زهير : وكان أمرين كلّ أمرهما يعلو . ومثله قرّ واستقر ، وهزأ ، واستهزأ ، ويشهد لما قلنا قول امرئ القيس : تجبر بعد الأكل فهو نميص . وإنّما يصف نبتا قد رعي ثم عاد منه شيء فتجبر بمعنى جبر من قوله : قد جبر الدّين الإله فجبر .
و قد كشف عن المراد بقوله : فهو نميص أي لقصوه كأنّه ينمص بالنّماص ، وهو المنقاش ، ومتى جعلت تجبر صار كالجبارة ، وهي النخّلة التي فاتت اليد طولا وأوقع آخر الكلام أوّله لأنّ المنموص لا يتجبّر ولا يطول . وعلى هذا قوله تعلَّى الندى في متنه وتحدّرا يريد علا وحدر ، وأنشد أبو عبيدة : تخاطأت النّبل أحشاءه معناه أخطأت ، فهذا شاهد تبارك وتعالى ، ومثل هذا أجاب ، واستجاب وقوله تعالى : * ( بِيَدِه الْمُلْكُ ) * [ سورة الملك ، الآية : 1 ] أي يملك الملك الذي يمكَّن عباده منه ، ويصرفهم فيه ، فالبقاء له والقدرة والتمكَّن ، والقمر بأمره وحكمه ، وإضافة الفعل إلى اليد ضرب من التّوسع يقال : وفي يدي وملكي وفي قبضي ، وهو قبضي . قال تعالى : * ( والأَرْضُ جَمِيعاً قَبْضَتُه يَوْمَ الْقِيامَةِ ) * [ سورة الزمر ، الآية : 67 ] أي يحكم فيها حكما لا قصور فيه عن المراد ، ولا تجاوز إلى أكثر من المرتاد ، ففعله وفق إرادته ووفق قصده وإرادته ، فخلق الحياة لمن يريد استبقاءه ليعبده ، والموت إلى غير ما هو عليه إخبارا منه لطاعة المطيع منهم ، فيشيبه ومعصية العاصي منهم فيعاقبه ، وهو العزيز فلا يفوته الهارب ، القدير فلا يعجزه المغالب . قوله تعالى : * ( خَلَقَ سَبْعَ سَماواتٍ طِباقاً ) * أي بعضها فوق بعض وعلى حدة ، فيطابقه ، ويشابهه ، ولا يخالفه فيباينه وقال الشاعر شعرا :
< شعر > إذا نزل الظلّ القصير بنحره * فكان طباق الخف أو قل زائدا < / شعر > ويقال : طابق فلان فلانا على كذا إذا وافقه عليه . ويقال : النّاس طبقات أي بعضهم فوق بعض . ومنه قولهم : طابق البعير إذا وضع خفيّ رجليه في موضع خفّي يديه . وقد قال تعالى : * ( ولَقَدْ زَيَّنَّا السَّماءَ الدُّنْيا بِمَصابِيحَ ) * [ سورة فصلت ، الآية : 12 ] فقوله الدّنيا يدل على أن

54

نام کتاب : الأزمنة والأمكنة نویسنده : أحمد بن محمد بن الحسن المرزوقي الأصفهاني    جلد : 1  صفحه : 54
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست