و قد توافقوا كلَّهم على هذا إلا أبا وجزة ، فإنّه ذكر نصف الشّهر فقال : < شعر > في ليلة لتمام النّصف من رجب * خوارة المزن في أقتارها طول < / شعر > وليس يحمدون المحاق إلَّا في المطر وحده ، وقال جران العود ، وذكر امرأة تزوّجها فلم يستوفقها : قال شعرا : < شعر > أتوني بها قبل المحاق بليلة * وكان محاقا كلَّه ذلك الشّهر < / شعر > وحكى المفضّل أنّ زبّان بن سيار خرج غازيا ومعه النّابغة فرأى جرادا ، فقال النّابغة : جرادة تجرد ذات ألوان . فانصرف متطيّرا ، ومضى زبّان فغنم وسلم فلما قفل قال شعرا يخاطب به النّابغة من ذلك قوله شعرا : شعر : < شعر > تعلَّم أنّه لا طير إلَّا * على متطيّر وهو الثّبور بلى شيء يوافق بعض شيء * يفاجئنا وباطله كثير ومن يبرح به لا بدّ يوما * يجيئ به نعيّ أو بشير < / شعر > وقال الكميت : < شعر > اللَّورق الهواتف أم لباك * عمّ عمّا يزنّ به غفول < / شعر > الباكي : الغراب يقول : يزن بأنه ينعب بالفراق وهو غافل عن ذلك . وقال الكميت لجذام في انتقالهم إلى اليمن شعرا : < شعر > و كان اسمكم لو يزجر الطير عائف * لبينكم طيرا منبئة الفأل < / شعر > أي اسمكم جذام ، والزّجر فيه الانجذام ، وهو الانقطاع . وقال أيضا يمدح زيادا : < شعر > و اسم امرئ طيره لا الظبي معترضا * ولا النّعيق من الشّحاجة النعب < / شعر > فقال اسمه زياد ، فالزّجر فيه الزّيادة والشّحاجة الغربان . و قال آخر : < شعر > دعا صرد يوما على ظهر شوحط * وصاح بذات البين منها غرابها فقلت : أتصريد وشحط وغربة * فهذا لعمري نأيها واغترابها < / شعر > وقال في مخالفته آخر : < شعر > و قالوا : قاب قلت : عقبى من النّوى * دنت بعد هجر منهم ونزوح < / شعر >