responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الأزمنة والأمكنة نویسنده : أحمد بن محمد بن الحسن المرزوقي الأصفهاني    جلد : 1  صفحه : 41


مسعود جمالة ، وقرئ جمالات وهو أكثر في القراءة وأقوى ولا تمنع في قراءة ابن مسعود أنّها الطائفة منها ، ويراد بالجمالات الطَّوائف ، وهذا كما يقال : جمال ، وجمالان ، قال : عند التفرق في الهيجاء جمالان ، ويكون جمالات ، وجمال كحبال ، وحبالات ، وبيوت ، وبيوتات للطَّوائف ، وقد قيل : رجال ورجالة كرجالات في كلامهم يريدون ما فسرت وبينت لأنّ رجال نهاية الجمع ورجالة إذا جعلتها للطَّائفة فهي دونه ، ومعنى صفر سود قال : هي صفر ألوانها كالزّغب .
و قد قيل : جعلها صفرا لأنّ لون النّار إلى الصّفرة قوله تعالى : * ( بِشَرَرٍ كَالْقَصْرِ ) * [ سورة المرسلات ، الآية : 32 ] قيل فيه : واحد القصور والتّشبيه بها لعظمها ، وقيل : القصر بسكون الصاد جمع قصرة ، وهي الغليظ من الشّجر وقرئ كالقصر بفتح الصاد وهي أعناق الإبل .
فأما تكرير التّشبيه وجعلها أولا كالقصر وفي الثاني كالجمالات فكأنه أراد بالقصر الجنس فتحصل الموافقة لأنّ الجنس كالجمع في الدلالة على الكثرة ؛ أو أراد تشبيه الشرّرة الواحدة بالقصر ، فإذا توالت شررا كثيرا فهي كالجمالات ، فعلى هذا حصل التّشبيه للواحد وللجمع واللَّه أعلم .
و قوله تعالى : * ( لا ظَلِيلٍ ) * فهو كقولهم : داهية دهياء ، ونهار أنهر ، وليل أليل ، وليلة ليلاء يتبعون الشيء بصفة مبنية منه . والمراد المبالغة والتأكيد . وقال : * ( ظِلٍّ ذِي ثَلاثِ شُعَبٍ ) * [ سورة المراسلات ، الآية : 30 ] لأنها محيطة بأهلها من جميع الجوانب إلَّا القفاء لأنها لا تقفى نفسها وعلى هذا كل ذي ظل إذا تأملته ويشهد للإحاطة قوله تعالى : * ( لَهُمْ مِنْ فَوْقِهِمْ ظُلَلٌ مِنَ النَّارِ ومِنْ تَحْتِهِمْ ظُلَلٌ ) * [ سورة الزمر ، الآية : 16 ] . وقال تعالى : * ( يَوْمَ يَغْشاهُمُ الْعَذابُ مِنْ فَوْقِهِمْ ومِنْ تَحْتِ أَرْجُلِهِمْ ) * [ سورة العنكبوت ، الآية : 55 ] ، وقال بعض أصحاب المعاني : في ( ثلاث شعب ) المراد أنه غير ظليل ، وأنه لا يغني من اللَّهب وأنّها ترمي بالشّرر كالقصر ، وتحصيل هذا ذي ثلاث صفات .
و منه قوله تعالى : * ( فَلا أُقْسِمُ بِمَواقِعِ النُّجُومِ ) * [ سورة الواقعة ، الآية : 75 ] إلى * ( الْعالَمِينَ ) * قوله : * ( فَلا أُقْسِمُ ) * يجوز أن يكون قوله : * ( فَلا ) * نفيا لشيء قد تقدّم ، وتكون الفاء عاطفة عليه وابتداء اليمين من قوله : * ( أُقْسِمُ ) * ويجوز أن تكون لا دخلت مؤكَّدة نافية كما جاء في قوله تعالى : * ( لِئَلَّا يَعْلَمَ أَهْلُ الْكِتابِ ) * [ سورة الحديد ، الآية : 29 ] ، والمعنى لأن يعلم ، وقال بعضهم : لا دخلت لنفي الأقسام ، وقال لأنّ الإيمان يتكلَّفها المتكلم تأكيدا للإخبار ، وإزالة لما يعترض فيها من التّجوز والتّسمح ؛ وإذا كان الأمر على هذا فقوله : * ( فَلا أُقْسِمُ ) * يجوز أن يراد به أنّ المحلوف له في الظَّهور وخلوصه من الشّك أبين وأوضح من أن

41

نام کتاب : الأزمنة والأمكنة نویسنده : أحمد بن محمد بن الحسن المرزوقي الأصفهاني    جلد : 1  صفحه : 41
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست