نام کتاب : مع الطب في القرآن الكريم نویسنده : أحمد قرقوز جلد : 1 صفحه : 112
ترسبات أطلق عليها بعض العلماء اسم أصباغ الشيخوخة ، وهي مواد كيميائية غريبة تتجمع في خلايا المخ والعضلات وتكسبها لونا خاصا ، وهي عبارة عن بروتينات وأشباه بروتينات ودهون متأكسدة ، هذه المواد تتشابك أحيانا لتشكل شبكة على مر الأيام وكأنها خيوط العنكبوت التي تكبل الخلية وتسير بها إلى النهاية التي لا مفر منها ، ألا وهي الموت . وإذا ما خرجنا من الخلية إلى رحب الحياة الواسع ، نجد أن موت الكائنات هو ضرورة لا بد منها ، لتتالي الأجيال ، وإلا فلو تصورنا استمرار الحياة في الكائنات الموجودة حاليا ، لانعدمت عناصر الحياة ، ولما أتيح للأجيال اللاحقة فرصة الحياة والوجود وقد أشار القرآن الكريم إلى حتمية الموت في مواضع عدة منها قوله تعالى ( كل نفس ذائقة الموت وإنما توفون أجوركم يوم القيمة ) [ آل عمران : 185 ] وقوله مخاطبا الرسول محمد عليه الصلاة والسلام في سورة الأنبياء : ( وما جعلنا لبشر من قبلك الخلد أفإن مت فهم الخالدون ( 34 ) كل نفس ذائقة الموت ونبلوكم بالشر والخير فتنة وإلينا ترجعون ) [ الأنبياء : 34 - 35 ] . ويسخر الله من الذين يبحثون عن مهرب من الموت ، أو عن منجى منه بالتخلف عن نصرة الله ، والفرار يوم الزحف بقوله : ( أينما تكونوا يدرككم الموت ولو كنتم في بروج مشيدة ) [ النساء : 78 ] وقال : ( الذين قالوا لإخوانهم وقعدوا لو أطاعونا ما قتلوا قل فادرءوا عن أنفسكم الموت إن كنتم صادقين ) [ آل عمران : 168 ] . إن الزمان والمكان المحددان لموت أي إنسان غيب بالنسبة له ولغيره ، وهذا من فضل الله ورحمته به ، وكثيرا ما توقع الأطباء ، موت أشخاص بعد مدة معينة . ثم أخطأ تقديرهم ، وكثيرا ما نجا أناس من براثن الموت بعد أن ظن الكثير أن موتهم سيكون محققا ، وصدق تعالى إذ يقول في سورة آل عمران : ( وما كان
112
نام کتاب : مع الطب في القرآن الكريم نویسنده : أحمد قرقوز جلد : 1 صفحه : 112