responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : قانون نویسنده : أبو علي سينا    جلد : 1  صفحه : 99


المحبوسة في كثافته وتخرقه راسبة وتباينه بالرسوب ويبقى ماء محضا قريبا من البسيط ويكون الذي انفصل بالتبخير مجانسا للباقي غير بعيد منه لان الماء إذا تخلص من الخلط تشابهت أجزاؤه في اللطافة فلم يكن لصاعدها كثير فضل على باقيها فالطبخ انما يلطف الماء بإزالة تكثيف البرد وبترسيب الخلط المخالط له والدليل على هذا انك إذا تركت المياه الغليظة مدة كثيرة لم يرسب منها شئ يعتد به وإذا طبختها رسب في الوقت شئ كثير وصار الماء الباقي خفيف الوزن صافيا وكان سيب الرسوب هو الترقيق الحاصل بالطبخ ألا ترى أن مياه الأودية الكبار مثل نهر جيحون وخصوصا ما كان منها مغترفا من آخره يكون عند الاغتراف في غاية الكدر ثم يصفو في زمان قصير كرة واحدة بحيث إذا استصفيتها مرة أخرى لم يرسب شئ يعتد به البتة وقوم يفرطون في مدح ماء النيل افراطا شديدا ويجمعون محامده في أربعة بعد منبعه وطيب مسلكه وأخذه إلى الشمال عن الجنوب ملطف لما يجرى فيه من المياه وأما غمورته فيشاركه فيها غيره والمياه الرديئة لو استصفيتها كل يوم من اناء إلى اناء لكان الرسوب يظهر عنها كل يوم من الرأس ومع ذلك فإنه لا يرسب عنها ما من شأنه أن يرسب الا بأناة من غير اسراع ومع ذلك فلا يتصفى تصفيا بالغا والعلة فيه ان المخالطات الأرضية يسهل رسوبها عن الرقيق الجوهر الذي لا غلظ له ولا لزوجة ولا دهنية ولا يسهل رسوبها عن الكثيف تلك السهولة ثم الطبخ يفيد رقة الجوهر وبعد الطبخ المخض * ومن المياه الفاضلة ماء المطر وخصوصا ما كان صيفيا ومن سحاب راعد وأما الذي يكون من سحاب ذي رياح عاصفة فيكون كدر البخار الذي يتولد منه وكدر السحاب الذي يقطر منه فيكون مغشوش الجوهر غير خالصه الا أن العفونة تبادر إلى ماء المطر وان كان أفضل ما يكون لأنه شديد الزقة فيؤثر فيه المفسد الأرضي والهوائي بسرعة وتصير عفونته سببا لتعفن الأخلاط ويضر بالصدر والصوت قال قوم والسبب في ذلك أنه متولد عن بخار يصعد من رطوبات مختلفة ولو كان السبب ذلك لكان ماء المطر مذموما غير محمود وليس كذلك ولكنه لشدة لطافة جوهره فان كل لطيف الجوهر قوامه قابل للانفعال وإذا بودر إلى ماء المطر وأغلى قل قبوله للعفونة والحموضات إذا تنوولت مع وقوع الضرورة إلى شراب ماء مطر قابل للعفونة أمن ضرره * وأما مياه الآبار والفنى بالقياس إلى مياه العيون فرديئة وذلك لأنها مياه محتقنة مخالطة للأرضيان مدة طويلة لا تخلو عن تعفين ما وقد استخرجت وحركت بقوة قاسرة لا بقوة فيها مائلة إلى الظهور والاندفاع بل بالحيلة والصناعة بان قرب لها السبيل إلى الرشوح وأردؤها ما جعل لها مسالك في الرصاص فتأخذ من قوته وتوقع كثيرا في قروح الأمعاء وماء النز أردأ من ماء البئر لان ماء البئر يستجد نبوعه بالنزح فتدوم حركته ولا يلبث اللبث الكثير في المحقن ولا يريث في المنافس ريثا طويلا وأما ماء النز فماء يطول تردده في منافس الأرض العفنة ويتحرك إلى النبوع والبروز وحركته بطيئة لا تصدر عن قوة اندفاعها بل لكثرة مادتها ولا تكون الا في أرض فاسدة عفنة * واما المياه الجليدية والثلجية فغليظة والمياه الراكدة الأجمية خصوصا المكشوفة فرديئة ثقيلة وانما تبرد في الشتاء بسبب الثلوج وتولد البلغم وتسخن في الصيف بسبب الشمس والعفونة فتولد المرار ولكثافتها واختلاط الأرضية بها وتحلل اللطيف منها تولد في شاربيها أطحلة وترق مراقهم وتحبس

99

نام کتاب : قانون نویسنده : أبو علي سينا    جلد : 1  صفحه : 99
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست