responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : قانون نویسنده : أبو علي سينا    جلد : 1  صفحه : 229


تكاثفه لا يتحلل منه شئ يخالط اللسان فيدركه ثم إذا احتيل في تحليل أجزائه وتلطيفها أحس طعمه مثل النحاس والحديد فان اللسان لا يدرك منهما طعما لأنه لا يتحلل من جزمهما شئ يصير إلى الرطوبة المبثوثة في أعلى اللسان التي هي واسطة في حس الذوق ولو احتيل في تهيئته أجزاء صغار الظهر له طعم قوى ومثل هذا أشياء كثيرة وأما الطعوم الثمانية التي يذكرونها التي هي بالحقيقة طعوم بعد التفه فهي الحلاوة والمرارة والحرافة والملوحة والحموضة والعفوصة والقبض والدسومة ويقولون ان الجوهر الحامل للطعم اما أن يكون كثيفا أرضيا واما أن يكون لطيفا واما أن يكون معتدلا وقوته اما أن تكون حارة واما أن تكون باردة واما ان تكون متوسطة والكثيف الأرضي ان كان حارا فهو مر وان كان باردا فهو عفص وان كان معتدلا فهو حلو واللطيف ان كان حارا فهو حريف وان كان باردا فهو حامض وان كان معتدلا فهو دسم والمتوسط في الكثافة واللطف ان كان حارا فهو مالح وان كان باردا فهو قابض وان كان معتدلا فقد قالوا انه تفه وفي التفه كلام والحريف أسخن ثم المر ثم المالح لان الحريف أقوى على التحليل والتقطيع والجلاء من المر ثم المالح كأنه مر مكسور برطوبة باردة يدل عليه ما ذكرناه من نحو تكونه وكذلك إذا سخن المالح بشمس أو نار أو بمفارقة المائية الكاسرة من قوة الحرارة صار مرا وكذلك البورق والملح المر أسخن من الملح المأكول والعفص هو الأبرد ثم القابض ثم الحامض ولذلك تكون الفواكه التي تحلو تكون أولا فيها عفوصة شديدة التبريد فإذا جرت فيها هوائية ومائية حتى تعتدل قليلا بالهوائية وباسخان الشمس المنضج مالت إلى الحموضة مثل الحصرم وفيما بين ذلك تكون إلى قبض يسير ليس بعفوصة ثم تنتقل إلى الحلاوة إذا عملت فيها الحرارة المنضجة وربما انتقل من العفوصة إلى الحلاوة من غير تحمض مثل الزيتون لكن الحامض وان كان أقل بردا من العفص فهو في الأكثر أكثر تبريدا منه للطافته ونفوذه والعفص والقابض يتقاربان في الطعم لكن القابض انما يقبض ظاهر اللسان والعفص يقبض ويخشن الظاهر والباطن ومما يعينه على تخشينه انه لا ينقسم لكثافته إلى اجزاء صغار بسرعة ولا يلتحم بعضه ببعض بسرعة ولهاتين الحالتين تفترق مواقعه من اللسان افتراقا محسوسا فيختلف قبضه في أجزائه فيختلف وضعها فيخشن ويعين على ذلك اختلاف أجزاء العضو في مسامتته ومضاهاته والعفص ألطف وأدخل والحريف والمر يجردان اللسان جردا لكن المر انما يجرد ظاهر اللسان والحريف يغوص جرده وتفريقه لأنه لطيف الجوهر غواص وأما المر فثقيل الجوهر يابسه ولذلك لا يقبل الصرف منه عفونة يتولد منها فيه حيوان ولا يغذو الصرف منه حيوانا وليبوسة المر ما يجرد مع تخشين ما ومما يقوى حرارة الحريف على حرارة المر نفوذه فيقطع شديدا ويحلل شديدا حتى يأكل ويعفن ويبلغ أن يهلك والحلو والدسم كلاهما يبسطان اللسان ويلينانه بتسييل ما أداه البرد وعقده من غير تحليل ويزيلان خشونته لكن الدسم يفعل ذلك من غير تسخين بين والحلو يفعل مع تسخين فلذلك ينضج الحلو أكثر قالت الأطباء وانما صار الحلو لذيذا لأنه يجلو الغليظ جلاء يصلحه ويسيله ويلينه ويزيل أذى جموده من غير تقطيع وتفريق اتصال وملاقاة بعنف ولا يسخن سخونة مؤذية بل لذيذة مثل لذة الماء المعتدل الحر إذا صب على الخصر وأما القول الفصل

229

نام کتاب : قانون نویسنده : أبو علي سينا    جلد : 1  صفحه : 229
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست