responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : قانون نویسنده : أبو علي سينا    جلد : 1  صفحه : 228


لنبرأ في لون ذلك الآخر وقهره بالقوة قهرا شديدا حتى كان كأنه ليس له قوة موجودة البتة تأمل الحال في رطل من اللبن لو خلطته بمثقالين من الفربيون خلطا كشئ واحد ليس كان المجتمع منهما مسخنا في الغاية والحس لا يدرك الفربيون منهما لا لونه ولا عدمه اللون لو كان عادما للون انما يرى بياضا صرفا فيكون قد صدقنا ان هذا البياض هو بجوهر بارد مثلا ان فرضنا اللبن باردا أو كذبنا ان قلنا ان هذا الجوهر المشروب بارد وذلك لان هذا البياض ليس هو لونا لهذا المشروب المجتمع من جهة ما هو مشروب مجتمع بل هو لون لاحد بسيطيه الغالب بالمقدار المغلوب بالقوة الذي هو محسوس منهما فهكذا يجب ان يتصور الحال في الأبيض الطبيعي الامتزاج الذي هو في غاية الحر ونتوقعه أن يكون باردا مثل الفلفل الأبيض فإنه كما أنه هذا هو الذي يمتزج بالصناعة فكذلك قد امتزج بالطبيعة فتكون الصورة هي هذه الصورة الا ان من هذه الكيفيات المحسوسة ما الأولى أن يكون ما يخالطها من الضد يؤثر فيها أثرا بينا وانها ما دامت كيفياتها صادقة محسوسة لا تحس أضدادها فيها فهي غالبة للقوى وهذا هو في الطعوم لا على أنه واجب بل على أنه أكثري وبعد الطعوم في الروائح وبعدهما في الألوان وهو في الألوان كغير الموثوق به ومن الأسباب التي فاقت فيها الطعوم الروائح في هذا الباب وصولها إلى الحس بملاقاة فهي أولى ما يوصل من جميع أجزاء الدواء قوة والروائح والألوان نؤثر بلا ملاقاة من اجزائها فيجوز أن يصل إلى الحس من أجزاء ذي الرائحة بخار من لطيف أجزائه ويستعصي البخار من كثيف أجزائه فلا يتبخر ويجوز أن يصل إليه لون الظاهر الغالب دون المغلوب الخفي ولأن الروائح قد تدل على الطعوم مثل الرائحة الحلوة والحامضة والحريفة والمرة كانت الروائح تالية للطعوم فالطعوم أكثر صحة دلالة ثم الروائح ثم الألوان ثم لو كانت الطعوم أيضا لا يقع فيها هذا التركيب المذكور لما كان الأفيون في مرارته مع برده المفرط وهذا الغلط الذي يقع في الطعوم يقع في جانب البرد أكثر منه في جانب الحر أعني أن يكون الدواء له طعم يدل على الحرارة وهو بارد فان هذا أكثر من أن يكون الدواء له طعم يدل على البرد وهو حار لان الحار في أكثر الأحوال أقوى آثارا وأظهر أفعالا وأنفذ فلو كان قد خالط البارد في المزاج الطبيعي حار تبلغ قوته مبلغا بكسر برد ما يقابله لقد كان بالحري أن يظهر له طعم يكسر طعمه إذا لحار في جميع الأحوال أنفذ وأبلغ وأغلب وأولى بأن يجمل الطعوم والروائح ولهذا السبب كأنك لا تجد حامضا أو عفصا لا مزاج فيه في الحس ويكون حارا بأغلب مزاجه كما تجد مرا ولذاعا ويكون باردا في أغلب مزاجه على أن هذا أيضا أكثري وأكثر أكثرية من الآخر وليس بواجب فإذا عرفت هذا القانون فيجب الآن أن نقتص عليك ما يقوله الأطباء في العلوم والروائح والألوان فإنهم يجعلون الطعوم البسيطة كلها تسعة وهي وان كان لابد ثمانية طعوم وواحد هو عدم الطعم وهو التفه المسيخ الذي لا يكون له طعم ولا يدرك منه طعم البتة كالماء وانهم يسمون بالطعم كل ما يحكم عليه بالذوق حكما وهو بالفعل أو حكما وهو بالقوة ولم ينفعل البتة وهو الذي لا طعم له وهو على وجهين اما تفه عادم للطعم بالحقيقة واما تفه عادم له عند الحس والتفه في الحقيقة هو الذي لا طعم له بالحقيقة والتفه عند الحس هو الذي له في نفسه طعم الا انه لشد

228

نام کتاب : قانون نویسنده : أبو علي سينا    جلد : 1  صفحه : 228
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست