نام کتاب : قانون نویسنده : أبو علي سينا جلد : 1 صفحه : 205
بهم ورم ومن يكون به ورم ويخاف انفجاره قبل النضج فإنه يفتصد وان لم يحتج إليه ولم تكن كثرة ويجب أن تعلم أن هذه الأمراض ما دامت مخوفة ولم يوقع فيها فان إباحة القصد فيها أوسع فان وقع فيها فليترك في أوائلها الفصد أصلا فإنه يرقق الفضول ويجريها في البدن ويخلطها بالدم الصحيح وربما لم يستفرغ من المحتاج إليه شيئا وأحوج إلى معاودات مجحفة فإذا ظهر النضج وجاوز المرض الابتداء والانتهاء فحينئذ ان وجب القصد ولم يمنع مانع فصد ولا يفصدن ولا يستفرغن في يوم حركة المرض فإنه يوم راحة ويوم طلب النوم والثوران للعلة وإذا كان المرض ذا بحرانات في مدته طول ما فليس يجوز أن تستفرغ دما كثيرا أصلا بل إن أمكن أن يسكن فعل وان لم يكن فصد واخرج دما قليلا وخلف في البدن عدة دم لفصدات ان سنحت ولحفظ القوة في مقاومة البحرانات وإذا اشتكى في الشتاء بعيد العهد بالفصد تكسيرا فليفصد وليخلف دما للعدة والفصد يجذبه إلى الخلاف تحبس الطبيعة كثيرا وإذا ضعفت القوة من الفصد الكثير تولدت أخلاط كثيرة والغشى يعرض في أول الفصد لمفاجأة غير المعتاد وتقدم القئ مما يمنعه وكذلك القئ وقت وقوعه واعلم أن الفصد مثير إلى أن يسكن والفصد والقولنج قلما يجتمعان والحلبي والطامث لا تفصدان الا لضرورة عظيمة مثل الحاجة إلى حبس نفث الدم القوى ان كانت القوة متواتية والأولى والا وجب أن لا تفصد الحبلى بتة إذ يموت الجنين ويجب ان تعلم أنه ليس كلما ظهرت علامات الامتلاء المذكورة وجب الفصد بل ربما كان الامتلاء من أخلاط نية وكان الفصد ضارا جدا فإنك ان فصدت لم ينضج وخيف ان يهلك العليل واما من يغلب عليه السوداء فلا بأس بان يفصد إذا لم يستفرغ بالاسهال بعد مراعاة حال اللون على الشرط الذي سنذكره واعتبار التمدد فان فشو التمدد في البدن يفيد الحدس وحده بوجوب الفصد وأما من يكون دمه المحمود قليلا وفي بدنه أخلاط رديئة كثيرة فان الفصد يسلبه الطيب ويختلف فيه الردئ ومن كان دمه رديئا وقليلا أو كان مائلا إلى عضو يعظم ضرر ميله إليه ولم يكن بد من فصد فيجب أن يؤخذ دمه قليلا ثم يغذى بغذاء محمود ثم يفصد كرة أخرى ثم يفصد في أيام ليخرج عنه الدم الردئ ويخلف الجيد فان كانت الأخلاط الرديئة فيه مرارية احتيل في استفراغها أولا بالاسهال اللطيف أو القئ أو تسكينها واجتهد في تسكين المريض وتوديعه وان كانت غليظة فقد كان القدماء يكلفونهم لاستحمام والمشي في حوائجهم وربما سقوهم قبل الفصد وبعده قبل التثنية السكنجبين الملطف المطبوخ بالزوفا والحاشا وإذا اضطر إلى فصد مع ضعف قوه لحمي أولا خلاط أخرى ردية فليفرق الفصد كما قلنا والفصد الضيق أحفظ للقوة لكنه ربما أسال اللطيف الصافي وحبس الكثيف الكدر وأما الواسع فهو أسرع إلى الغشي وأعمل في التنقية وأبطأ اندمالا وهو أولى لمن يفصد للاستظهار وفي السمان بل التوسيع في الشتاء أولى لئلا يجمد الدم والتضييق في الصيف أولى ان احتيج إليه وليفصد المفصود وهو مستلق فان ذلك أحرى أن يحفظ قوته ولا يجلب إليه الغشي واما في الحميات فيجب أن يجتنب الفصد في الحميات الشديدة الالتهاب وجميع الحميات غير الحادة في ابتدائها وفي أيام الدور ويقلل الفصد في الحميات التي يصحبها تشنج وان كانت الحاجة إلى الفصد واقعة لان التشنج إذا عرض أسهر وأعرق عرقا كثيرا وأسقط القوة فيجب أن يبقى لذلك عدة دم وكذلك من فصد محموما ليس
205
نام کتاب : قانون نویسنده : أبو علي سينا جلد : 1 صفحه : 205