responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : قانون نویسنده : أبو علي سينا    جلد : 1  صفحه : 188


تقليلنا مما في الأمراض الحادة لان عنايتنا بالقوة في الأمراض المزمنة أكثر لأنا نعلم أن بحرانها بعيد ومنتهاها بعيد فإذا لم تحفظ القوة لم تف بالثبات إلى وقت البحران ولم تف بنضج ما تطول مدة انضاجه وأما الأمراض الحادة فان بحرانها قريب ونرجو أن لا يخون القوة قبل انتهائها فان خفنا ذلك لم نبالغ في تقليل الغذاء وكلما كان المرض فيها أقرب من المبتدا والاعراض أمكن غذاؤنا مقوين للقوة وكلما جعل المرض يأخذ في التزايد وتأخذ الاعراض في التزايد قللنا التغذية ثقة بما أسلفنا وتخفيفا عن القوة وقت جهاده وعند المنتهى نلطف التدبير جدا وكلما كان المرض أحد والبحران أقرب لطفنا التدبير أشد الا أن تعرض أسباب تمنعنا من ذلك كما سنذكره في الكتب الجزئية وللغذاء من جهة ما يغذى به فصلان آخران هما سرعة النفوذ كحال الخمر وبطء النفوذ كحال الشواء والقلايا وأيضا نحو قوام ما يتولد منه من الدم واستمساكه كما يكون من حال غذاء لحم الخنازير والعجاجيل أو رقته وسرعة تحلله كما يكون من حال الغذاء الكائن من الشراب ومن التين ونحن نحتاج إلى الغذاء السريع النفوذ إذا أردنا أن نتدارك سقوط القوة الحيوانية وننعشها ولم تكن المدة أو القوة تفي ريث هضم الغذاء البطئ الهضم ونحن نتوقى الغذاء السريع الهضم إذا اتفق ان سبق غذاء بطئ الهضم فنخاف أن يختلط به فيصير على النحو الذي سبق منا بيانه ونحن نتوقى الغليظ عند ايقاننا حدوث السدد لكننا نؤثر الغذاء القوى التغذية البطئ الهضم لمن أردنا أن نقويه ونهيئه للرياضات القوية ونؤثر الغذاء السخيف لمن يعرض له تكاثف المسام سريعا وأما المعالجة بالدواء فلها ثلاثة قوانين أحدها قانون اختيار كيفيته أي اختباره حارا أو باردا أو رطبا أو يابسا والثاني قانون اختيار كميته وهذا القانون ينقسم إلى قانون تقدير وزنه وإلى قانون تقدير كيفيته أي درجة حرارته وبرودته وغير ذلك والثالث قانون ترتيب وقته اما قانون اختيار كيفية الدواء على الاطلاق فإنما يهتدى إليه بالوقوف على نوع المرض فإنه إذا عرف كيفية المرض وجب أن يختار من الدواء ما يضاده في كيفيته فان المرض يعالج بالضد والصحة تحفظ بالمشاكل وأما تقدير كميته من الوجهين جميعا فيعرف على سبيل الحدس الصناعي من طبيعة العضو ومن مقدار المرض ومن الأشياء التي تدل بموافقتها وملايمتها التي هي الجنس والسن والعادة والفصل والبلد والصناعة والقوة والسحنة ومعرفة طبيعة العضو تتضمن معرفة أمور أربعة أحدها مزاج العضو والثاني خلقته والثالث وضعه والرابع قوته اما مزاج العضو فإنه إذا عرف مزاجه الطبيعي وعرف مزاجه المرضى عرف بالحدس الصناعي انه كم يعد من مزاجه الطبيعي فيعرف مقدار ما يرده إليه مثاله ان كان المزاج الصحي باردا والمرض حارا فقد بعد من مزاجه بعدا كثيرا فيحتاج إلى تبريد كثير وان كان كلاهما حارين كفى الخطب فيه بتبريد يسير وأما من خلقه العضو فقد قلنا ان الخلقة على كم معنى تشتمل فليتأمل من هناك ثم اعلم أن من الأعضاء ما هو في خلقته سهل المنافذ وفي داخله أو خارجه موضع خال فيندفع عنه الفضل بدواء لطيف معتدل ومنه ما ليس كذلك فيحتاج إلى دواء قوى وكذلك بعضها متخلخل وبعضها متكاثف والمتخلخل يكفيه الدواء اللطيف والكثيف يحتاج إلى الدواء القوى فأكثر الأعضاء حاجة إلى الدواء القوى ما ليس له تجويف ولا من أحد الجانبين ولا فضاء له ثم الذي له ذلك من جانب واحد

188

نام کتاب : قانون نویسنده : أبو علي سينا    جلد : 1  صفحه : 188
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست