responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : قانون نویسنده : أبو علي سينا    جلد : 1  صفحه : 98


الجملة المعتدل * ( الفصل السادس عشر في أحوال المياه ) * ان الماء ركن من الأركان ومخصوص من جملة الأركان بأنه وحده من بينها يدخل في جملة ما يتناول لا لأنه يغذو بل لأنه ينفذ الغذاء ويصلح قوامه وانما قلنا ان الماء لا يغذو لان الغاذي هو الذي بالقوة دم وبقوة أبعد من ذلك جزء عضو الانسان والجسم البسيط لا يستحيل إلى قبول صورة الدموية والى قبول صورة عضو الانسان ما لم يتركب لكن الماء جوهر يعين في تسييل الغذاء وترقيقه وبذرقته نافذا إلى العروق ونافذا إلى المخارج لا يستغنى عن معونته هذه في تمام أمر الغذاء ثم المياه مختلفة لا في جوهر المائية ولكن بحسب ما يخالطها وبحسب الكيفيات التي تغلب عليها فأفضل المياه مياه العيون ولا كل العيون ولكن ماء العيون الحرة الأرض التي لا يغلب على تربتها شئ من الأحوال والكيفيات الغريبة أو تكون حجرية فتكون أولى بأن لا تعفن العفونة الأرضية ولكن التي من طينة حرة خير من الحجرية ولا كل عين حرة بل التي هي مع ذلك جارية ولا كل جارية بل الجارية المكشوفة للشمس والرياح فان هذا مما تكتسب به الجارية فضيلة واما الراكدة فربما اكتسبت رداءة بالكشف لا تكتسبها بالغور والستر واعلم أن المياه التي تكون طينية المسيل خير من التي تجرى على الأحجار فان الطين ينقى الماء ويأخذ منه الممزوجات الغريبة ويروقه والحجارة لا تفعل ذلك لكنه يجب أن يكون طين مسيلها حر الاحمأة ولا سبخة ولا غير ذلك فان أنفق أن كان هذا الماء غمرا شديد الجرية تحيل كثرته ما يخالطه إلى طبيعته يأخذ إلى الشمس في جريانه فيجرى إلى المشرق خصوصا إلى الصيفي منه فهو أفضل لا سيما إذا بعد جدا من مبدئه ثم ما يتوجه إلى الشمال والمتوجه إلى المغرب والجنوب ردئ وخصوصا عند هبوب الجنوب والذي ينحدر من مواضع عالية مع سائر الفضائل أفضل وما كان بهذه الصفة كان عذبا يخيل انه حلو ولا يحتمل الخمر إذا مزج به منه الا قليلا وكان خفيف الوزن سريع التبرد والتسخن لتخلخله باردا في الشتاء حارا في الصيف لا يغلب عليه طعم البتة ولا رائحة ويكون سريع الانحدار من الشراسيف سريع تهرى ما يهرى فيه وطبخ ما يطبخ فيه واعلم أن الوزن من الدستورات المنجحة في تعرف حال الماء فان الأخف في أكثر الأحوال أفضل وقد يعرف الوزن بالمكيال وقد يعرف بان تبل خرقتان بماءين مختلفين أو قطنتان متساويتان في الوزن ثم يجففان تجفيفا بالغا ثم يوزنان فالماء الذي قطنته أخف فهو أفضل والتصعيد والتقطير مما يصلح المياه الرديئة فان لم يكن ذلك فالطبخ فان المطبوخ على ما شهد به العلماء أقل نقخا وأسرع انحدارا والجهال من الأطباء يظنون الماء المطبوخ يتصعد لطيفه ويبقى كثيفة فلا فائدة في الطبخ إذ يزيد الماء تكثيفا ولكن يجب أن تعلم أن الماء في حد ماثيته متشابه الاجزاء في اللطافة والكثافة لأنه بسيط غير مركب لكن الماء يكثف اما باشتداد كيفية البرد عليه واما بمخالطة شديدة من الاجزاء الأرضية التي لفرط صغرها ليس يمكنها أن تنفصل عنه وترسب فيها لأنها ليست بمقدار ما يقدر أن يشق اتصال الماء فيرسب فيه صغرا فيضطرها ذلك إلى أن يحدث لها بجوهر الماء امتزاج ثم الطبخ يزبل التكثيف الحادث عن البرد أولا ثم يخلخل أجزاء الماء خلخلة شديدة حتى يصير أرق قواما فيمكن أن تنفصل عنه الاجزاء الثقيلة الأرضية

98

نام کتاب : قانون نویسنده : أبو علي سينا    جلد : 1  صفحه : 98
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست