responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : قانون نویسنده : أبو علي سينا    جلد : 1  صفحه : 90


ما يراه علماء القدماء انما يبتدئ من فوق وان كان مبدأ موادها من أسفل لكن مبدأ حركاتها وهبوبها وعصوفها من فوق وهذا اما أن يكون حكما عاما أو أكثريا وتحقيق هذا إلى الطبيعي من الفلسفة ونحن نذكر في المساكن فصلا في هذا وأما اختلاف البلاد بالتربة فلان بعضها طينة حرة وبعضها صخري وبعضها رملي وبعضها حمئ أو سبخي ومنها ما يغلب على تربته قوة معدنية يؤثر جميع ذلك في هوائه ومائه * ( الفصل التاسع في تأثير التغيرات الهوائية الرديئة المضادة للمجرى الطبيعي ) * وأما التغيرات الخارجة عن الطبيعة فاما لاستحالة في جوهر الهواء واما لاستحالة في كيفياته اما الذي في جوهره فهو أن يستحيل جوهره إلى الرداءة لان كيفية منه أفرطت في الاشتداد أو النقص وهذا هو الوباء وهو بعض تعفن يعرض في الهواء يشبه تعفن الماء المستنقع الآجن فإنا لسنا نعنى بالهواء البسيط المجرد فان ذلك ليس هو الهواء الذي يحيط بنا فان كان موجودا صرفا نعنى أن يكون غيره وكل واحد من البسائط المجردة فإنه لا يعفن بل اما أن يستحيل في كيفيته واما أن يستحيل في جوهره إلى البسيط الآخر بان يستحيل مثل الماء هواء بل انما نعنى بالهواء الجسم المبثوث في الجو وهو جسم ممتزج من الهواء الحقيقي ومن الاجزاء المائية البخارية ومن الاجزاء الأرضية المتصعدة في الدخان والغبار ومن أجزاء نارية وانما نقول له هواء كما نقول لماء البحر والبطائح ماء وان لم يكن ماء صرفا بسيطا بل كان ممتزجا من هواء وارض ونار لكن الغالب فيه الماء فهذا الهواء قد يعفن ويستحيل جوهره إلى الرداءة كما أن مثل ماء البطائح قد يعفن فيستحيل جوهره إليها وأكثر ما يعرض الوباء وعفونة الهواء هو آخر الصيف والخريف وسنذكر العوارض العارضة من الوباء في موضع آخر واما الذي في كيفياته فهو ان يخرج في الحر أو البرد إلى كيفية غير محتمله حتى يفسد له الزرع والنسل وذلك اما باستحالة مجانسة كمعمعة القيظ إذا فسد أو استحالة مضادة كزمهرة البرد في الصيف لعرض عارض والهواء إذا تغير عرضت منه عوارض في الأبدان فإنه إذا تعفن عفن الأخلاط وابتداء بتعفين الخلط المحصور في القلب لأنه أقرب إليه وصولا منه إلى غيره وان سخن شديدا أرخى المفاصل وحلل الرطوبات فزاد في العطش وحلل الروح فاسقط القوى ومنع الهضم بتحليل الحار الغريزي المستبطن الذي هو آلة للطبيعة وصفر اللون بتحليله الاختلاط الدموية المحمرة اللون وتغليبه المرة على سائر الأخلاط وسخن القلب سخونة غير غريزية وسيل الأخلاط وعفنها وميلها إلى التجاويف وإلى الأعضاء الضعيفة وليس بصالح للأبدان المحمودة بل ربما نفع المستسقين والقلوجين وأصحاب الكزاز البارد والنزلة الباردة والتشنج الرطب واللقوة الرطبة وأما الهواء البارد فإنه يحصر الحار الغريزي ادخلا ما لم يفرط افراطا يتوغل به إلى الباطن فان ذلك مميت والهواء البارد الغير المفرط يمنع سيلان المواد ويحبسها لكنه يحدث النزلة ويضعف العصب ويضر بقصبة الرئة ضررا شديدا أو إذا لم يفرط شديد أقوى الهضم وقوى الافعال الباطنة كلها وأثار الشهوة وبالجملة فإنه أوفق للاصحاء من الهواء المفرط الحر ومضاره هي من جهة الافعال المتعلقة بالعصب وبسده المسام وبعصره حشو وخلل العظام والهواء الرطب صالح موافق للأمزجة أكثرها ويحسن اللون والجلد ويلينه وينقى

90

نام کتاب : قانون نویسنده : أبو علي سينا    جلد : 1  صفحه : 90
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست