responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : قانون نویسنده : أبو علي سينا    جلد : 1  صفحه : 224


امتزاجا فلا يقدر الطبخ والغسل على التفريق بين قواها مثل البابونج الذي فيه قوة محللة وقوة قابضة وإذا طبخ في الضمادات لم تفارقه القوتان ومنها ما يقدر الطبخ على التفريق بينهما مثل الكرنب فان جوهره ممتزج من مادة أرضية قابضة ومن مادة لطيفة جلاءة بورقية فإذا طبخ في الماء تحلل الجوهر البورقي الجالي منه في الماء وبقى الجوهر الأرضي القابض فصار ماؤه مسهلا وجرمه قابضا وكذلك العدس وكذلك الدجاج وكذلك الثوم فان فيه قوة جلاءة محرقة ورطوبة ثقيلة والطبخ يفرق بينهما وكذلك البصل والفجل وغير ذلك ولذلك قيل إن الفجل يهضم ولا ينهضم لا بجميع أجزائه بل بالجوهر اللطيف الأرق الذي فيه فإذا تحلل ذلك عنه بقى الجوهر الكثيف الذي فيه عاصيا على القوة الهاضمة لزجا وذلك الجوهر الآخر يقطع اللزوجة ومن هذا الباب ما يقدر الغسل على التفريق بين بسائطه مثل الهندبا وكثير من البقول فان جوهرها مركب من مادة أرضية مائية باردة كثيرة ومن مادة لطيفة قليلة فيكون تبريدها بالمادة الأولى وتفتيحها للسدد وتنفيذها أكثر بالمادة الأخرى ويكون جل هذه المادة اللطيفة منبسطة على سطحها وقد تصعدت إليه والنفرشت عليه فإذا غسلت تحللت في الماء ولم يبق منها شئ يعتد به فلهذا نهى عن غسلها شرعا وطبا وبهذا السبب كثير من الأدوية إذا تناولها الانسان برد تبردا شديدا فإذا ضمد بها أحللت مثلا كالكزبرة فإنها إذا تنوولت اشتد تبريدها فإذا ضمد بها فربما حللت مثل الخنازير وخصوصا مخلوطة بالسويق وذلك لأنها مركبة من جوهر أرضى مائي شديد التبريد ومن جوهر لطيف محلل فإذا تنوولت أقبلت الحرارة الغريزية فحللت عنها الجوهر اللطيف ولم تكن كثيرة المقدار فتؤثر في المزاج أثرا بل بعدت ونفذت وبقى الجوهر المبرد منه غاية في التبريد وأما إذا ضمد بها فيشبه أن يكون الجوهر الأرضي لا ينفذ في المسام ولا يفعل فيها أثرا البتة والجوهر اللطيف الناري ينفذ فيها وينضج فان استصحبت شيئا من الجوهر البارد نفع في الردع وقهر الحرارة الغريزية وهذا قريب مما بيناه في الكتاب الأول من احراق البصل ضمادا والسلامة عنه مطعوما إذ جعلنا إحدى العلل فيه قريبة من هذا فيجب ان يكون المعنى محكما معلوما * ومن الأدوية ما يشبه ان يكون فيه جوهران مختلفان في الطبع من غير امتزاج البتة فمن ذلك ما هو ظاهر للحس كالجزاء الأترج ومنه ما هو اخفى فان بزر قطونا يشبه ان يكون قشره وما على قشره قوى التبريد والدقيق الذي فيه قوى التسخين حتى يكاد ان يكون دواء محمرا أو مقرحا وقشره كالحجاب الحاجز بينهما فان شرب غير مدقوق لم تمكن صلابة جلده من أن تنفذ قوة دقيقه وباطنه إلى خارج بل فعل بظاهره ولعابيته وان دق فعسى ان الذي يقال من أنه سم هو بسبب ظهور دقيقه وحشوه فيشبه ان يكون تفجير المدقوق منه للجراحات وتفحج الصحيح منه إياها وردعه لها بهذا السبب وهذا المقدار كاف في اعطائنا هذا الأصل * ( المقالة الثانية في تعرف قوى أمزجة الأدوية بالتجربة ) * الأدوية تتعرف قواها من طريقين أحدهما طريق القياس والآخر طريق التجربة ولنقدم الكلام في التجربة فنقول ان التجربة انما تهدى إلى معرفة قوة الدواء بالثقة بعد مراعاة شرائط إحداها أن يكون الدواء خاليا عن كيفية مكتسبة اما حرارة عارضة أو برودة عارضة أو كيفية عرضت لها

224

نام کتاب : قانون نویسنده : أبو علي سينا    جلد : 1  صفحه : 224
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست