responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : قانون نویسنده : أبو علي سينا    جلد : 1  صفحه : 225


باستحالة في جوهرها أو مقارنة لغيرها فان الماء وان كان بارد بالطبع فإذا سخن سخن ما دام سخينا والقربيون وان كان حارا بالطبع فإنه إذا برد برد ما دام باردا واللوز وان كان إلى الاعتدال لطيفا فإذا زنخ سخن بقوة ولحم السمك وان كان باردا فإذا ملح سخن بقوة والثاني أن يكون المجرب عليه علة مفردة فإنها ان كانت علة مركبة وفيها أمران يقتضيان علاجين متضادين فجرب عليهما الدواء فنفع لم يدر السبب في ذلك بالحقيقة مثاله إذا كان بالانسان حمى بلغمية فسقيناه الغاريقون فزالت حماه لم يجب ان يحكم ان الغاريقون بارد لأنه نفع من علة حارة وهي الحمى بل عسى انما نفع لتحليله المادة البلغمية أو استفراغه إياه فلما نفدت المادة زالت الحمى وهذا بالحقيقة نفع بالذات مخلوط بالعرض اما بالذات فبالقياس إلى المادة وأما بالعرض فبالقياس إلى الحمى والثالث أن يكون الدواء قد جرب على المضادة حتى أن كان ينفع منهما جميعا لم يحكم انه مضاد المزاج لمزاج أحدهما وربما كان نفعه من أحدهما بالذات ومن الآخر بالعرض كالسقمونيا لو جربناه على مرض بارد لم يبعد أن ينفع ويسخن وإذا جربناه على مرض حار كحمى الغب لم يبعد أن ينفع باستفراغ الصفراء فإذا كان كذلك لم تفدنا التجربة ثقة بحرارته أو برودته الا بعد أن يعلم أنه فعل أحد الامرين بالذات وفعل الآخر بالعرض والرابع أن تكون القوة في الدواء مقابلا بها ما يساويها من قوة العلة فان بعض الأدوية تقصر حرارتها عن برودة علة ما فلا يؤثر فيها البتة وربما كانت عند استعمالها في برودة أخف منها فعالة للتسخين فيجب ان يجرب أولا على الأضعف ويتدرج يسيرا يسيرا حتى تعلم قوة الدواء ولا يشكل والخامس أن يراعى الزمان الذي يظهر فيه أثره وفعله فان كان مع أول استعماله اقنع انه يفعل ذلك بالذات وان كان أول ما يظهر منه فعل مضاد لما يظهر أخيرا أو يكون في أول الامر لا يظهر منه فعل ثم في آخر الامر يظهر منه فعل فهو موضع اشتباه واشكال عسى أن يكون قد فعل ما فعل بالعرض كأنه فعل أولا فعلا خفيا تبعه بالعرض هذا الفعل الأخير الظاهر وهذا الاشكال والاشتباه في قوة الدواء * والحدس ان فعله انما كان بالعرض لقد يقوى إذا كان الفعل انما ظهر منه بعد مفارقته ملاقاة العضو فإنه لو كان يفعل بذاته لفعل وهو ملاق للعضو ولاستحال ان يقصر وهو ملاق ويفعل وهو مفارق وهذا هو حكم أكثري مقنع وربما اتفق ان يكون بعض الأجسام يفعل فعله الذي بالذات بعد فعله الذي بالعرض وذلك إذا كان اكتسب قوة غريبة تغلب الطبيعية مثل الماء الحار فإنه في الحال يسخن وأما من اليوم الثاني أو الوقت الثاني الذي يزول فيه تأثيره العرضي فإنه يحدث في البدن بردا لا محالة لاستحالة الاجزاء المستعقبة منه إلى الحالة الطبيعية من البرد الذي فيه والسادس أن يراعى استمرار فعله على الدوام أو على الأكثر فان لم يكن كذلك فصدور الفعل عنه بالعرض لان الأمور الطبيعية تصدر عن مباديها اما دائمة واما على الأكثر والسابع أن تكون التجربة على بدن الانسان فإنه ان جرب على غير بدن الانسان جاز أن يتخلف من وجهين أحدهما انه قد يجوز أن يكون الدواء بالقياس إلى بدن الانسان حارا وبالقياس إلى بدن الأسد والفرس باردا إذا كان الدواء أسخن من الانسان وأبرد من الأسد والفرس ويشبه فيما أظن أن يكون الراوند شديد البرد بالقياس إلى الفرس وهو بالقياس إلى الانسان حار

225

نام کتاب : قانون نویسنده : أبو علي سينا    جلد : 1  صفحه : 225
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست