responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : قانون نویسنده : أبو علي سينا    جلد : 1  صفحه : 161


واما في الشتاء فكان القياس أن يؤخر إلى وقت المساء لكن الموانع الأخرى تمنع منه فيجب أن يدفأ في الشتاء المكان ويسخن ليعتدل وتستعمل الرياضة في الوقت الأصوب بحسب ما ذكرناه من انهضام الغذاء ونقص الفضل وأما مقدار الرياضة فيجب أن يراعى فيه ثلاثة أشياء أحدها اللون فما دام يزداد جودة فهو بعد وقت والثاني الحركات فإنها ما دامت خفيفة فهو بعد وقت والثالث حال الأعضاء وانتفاخها فما دامت تزداد انتفاخا فهو بعد وقت وأما إذا أخذت هذه الأحوال في الانتقاص وصار العرق البخاري رشحا سائلا فيجب أن تقطع وإذا قطعها أقبل عليه بالدهن المعرق ولا سيما وقد حصر نفسه فإذا وقعت في اليوم الأول على حد رياضته وغذوته فعرفت المقدار الذي احتمله من الغذاء فلا تغير في اليوم الثاني شيئا بل قدر غذاءه ورياضته في اليوم الثاني على حده في اليوم الأول * ( الفصل الرابع في الدلك ) * الدلك منه صلب فيشدد ومنه لين فيرخى ومنه كثير فيهزل ومنه معتدل فيخصب وإذا ركب ذلك حدثت مزاوجات تسع وأيضا من الدلك ما هو خشن أي بخرق خشنة فيجذب الدم إلى الظاهر سريعا ومنه أملس أي بالكف أو بخرقة لينة فيجمع الدم ويحبسه في العضو والغرض في الدلك تكثيف الأبدان المتخلخلة وتصليب اللينة وخلخلة الكثيفة وتليين الصلبة ومن الدلك دلك الاستعداد وهو قبل الرياضة ويبتدأ لينا ثم إذا كاد يقوم إلى الرياضة شدد ومنه دلك الاسترداد وهو بعد الرياضة ويسمى الدلك المسكن أيضا والغرض فيه تحليل الفضول المحتبسة في العضل مما لم يستفرغ بالرياضة لينعش فلا يحدث الاعياء وهذا الدلك يجب أن يكون رقيقا معتدلا وأحسنه ما كان بالدهن ولا يجب أن يحتمه على جساوة وصلابة وخشونة فتجسو به الأعضاء ويمنع في الصبيان عن النشو وضرره في البالغين أقل ولأن يقع في الدلك خطأ مائل إلى الصلابة فهو أسلم من الخطأ المائل إلى اللين لان التحليل الشديد أسهل تلافيا من اعداد البدن بالدلك اللين لقبول الفساد على أن الدلك الصلب والخشن إذا أفرط فيه في الصبيان منعهم النشو وستجد ذلك من بعد وقت الدلك وشرائطه لكنا نريد في هذا الوقت لذلك الاسترداد بيانا فنقول انه بالحقيقة كأنه جزء آخر من الرياضة ويجب فيه أن يبدأ أولا بالدهن وبالقوة ثم يمال به إلى الاعتدال ولا يقطع على عنفه والأحسن ان تجتمع عليه أيد كثيرة ويجب أن يوتر المدلوك أعضاءه المدلوكة بعد الدلك لينفض عنها الفضول فيؤخذ قماط ويمر على نواحي الأعضاء كلها وهي موترة ويحصر النفس حينئذ ما أمكن لا سيما مع ارخاء عضل البطن وتوتير عضل الصدر ان سهل ثم يوتر آخر الامر عضل البطن أيضا يسيرا ليصيب الأحشاء بذلك استرداد ما وفيما بين ذلك يمشى ويستلقي ويشابك برجليه رجلي صاحبه والمبرزون من أهل الرياضة يستعملون حصر النفس فيما بين رياضاتهم وربما أدخلوا دلك الاسترداد في وسط الرياضة فقطعوها وعاودوها ان أرادوا تطويل الرياضة ولا حاجة إلى الدلك الكثير لمن يريد الاسترداد وهو ممن لا ينكر شيئا من حاله ولا يريد المعاودة بل إن وجد اعياء تمريخا لينا بالدهن على ما نصف فان وجد يبسا زاد في الدلك حتى توافي به الأعضاء الاعتدال وقد ينتفع بالدلك والغمز الشديد عند النوم فإنه يجفف البدن ويمنع الرطوبة عن السيلان إلى المفاصل فاعلم ذلك

161

نام کتاب : قانون نویسنده : أبو علي سينا    جلد : 1  صفحه : 161
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست