نام کتاب : خلق الإنسان بين الطب والقرآن نویسنده : الدكتور محمد علي البار جلد : 1 صفحه : 74
نمو الجنين . . كما تنمو الغدد اللبنية لأول مرة في الثدي . . وتزداد تغذية الثدي وترويته بالدماء . . ليخرج بعد حين لبنا سائغا يخرج من بين فرث ودم . . والفرث هو ما تحمله الأوعية اللمفاوية من الدهنيات بعد هضمها وامتصاصها من الأمعاء . . والدم تحمله الشرايين إلى الثدي . . ويحمل فيما يحمل البروتين والفيتامينات والأملاح . . ومن بين الفرث والدم تصنع الغدد اللبنية اللبن السائغ الموافق لحاجات الطفل منذ لحظة ولادته . . بل إن تكوين اللبن يتغير من يوم ليوم منذ لحظة الولادة مراعيا في ذلك حاجة المولود التي تتغير مع نموه فسبحان الذي أعطى كل شئ خلقه ثم هدى . . فهدى الثدي إلى تغيير مكوناته من اللبن يوما بيوم حسب حاجة المولود . . وهدى المولود إلى الثدي دون تعليم وارشاد . . وجعل في ذلك خيرا كثيرا . . ودفعا لاذى مستطير لكل من الوالد وما ولد . ولا يزال هرمون الحمل يؤدي وظائفه العديدة فيرخي من قبضة الصفاقات والأربطة الممسكة بالرحم حتى تسمح له بالنمو . . كما أنه يأمر عظام الحوض ومفاصله أن تبتعد قليلا عن بعضها لتوسع الحوض . . فالرحم ينمو نموا سريعا لا يبلغه أي سرطان ومع هذا فشتان بين نمو يؤدي إلى الحياة ونمو يدفع إلى الموت . . ولا يكتفي هرمون الحمل البروجسترون بكل هذا . . وانما يختزن الأملاح والماء في جسم الحامل استعداد لمتطلبات الجنين . . كما يساهم القلب في زيادة ضخ الدم بزيادة ضرباته عددا وقوة . . بل إن نخاع العظام ( نقي العظام ) يشترك في هذه الملحمة فيزيد من صنع كرات الدم الحمراء والبيضاء . . كل ذرة في جسم المرأة تحس بالحمل وتهتز له فتشارك في هذه التغييرات . . كل هذه الاستعدادات والتغييرات في جسم المرأة وكيانها النفسي والجسدي يساهم فيها مساهمة فعالة هرمون الحمل والأنوثة . . فإذا قدر الله ولم
74
نام کتاب : خلق الإنسان بين الطب والقرآن نویسنده : الدكتور محمد علي البار جلد : 1 صفحه : 74