الأرض العطشى للماء " [1] .
وسبب هذه التغييرات في رحم المرأة هو هرمون البروجسترون أو هرمون الحمل الذي يفرزه المبيض من حويصلات جراف أولا وبكميات بسيطة ثم يزداد افرازه بعد اخراج البويضة من حويصلة جراف التي تسمى عندئذ الجسم الأصفر . . ولكأن صفرتها تعبر عن حزنها على فراق البويضة . . . ولكن الجسم الأصفر يرسل هرمونه الهام ليجعل الرحم يستعد لاستقبال البويضة . . فيفرش الطنافس ويحضر الأغذية ويزيد من تروية الرحم بالدماء . .
ولا يكتفي بذلك بل إنه يقول لعضلات الرحم رويدك الآن لا نريد نزقا ولا طيشا واجعلي حركاتك هادئة بطيئة إذ أن الحركات العنيفة ربما ألقت بالعلقة خارج الرحم وقذفتها دما . .
كما أنه يقول لعنق الرحم خفف من افرازك واسمح للحيوانات المنوية بالولوج بسرعة لأنني قد أرسلت البويضة من المبيض وهي جاهزة للتلقيح . .
فإذا ما علقت البويضة الملقحة بالرحم أرسلت رسولا إلى الجسم الأصفر ، ( ويسمى ذلك الرسول المغذي للغدة التناسلية ( GONADOTROPHIN ) وأخبرته بأنها محتاجة إليه فيستمر في افراز هرمونه الهام هرمون البروجسترون أو هرمون الحمل سمه كما شئت . . ولا يقف الجسم الأصفر عن إرسال هذا الهرمون إلا في نهاية الشهر الثالث عندما يكتمل نمو المشيمة التي تقول له عندئذ : قد أحسنت أداء ما عليك فجزاك الله خيرا . وقد آن لك أن تستريح وسأقوم أنا المشيمة باكمال ما بدأت به . . وعندئذ فقط يذوي الجسم الأصفر ويرتاح من هذا العناء بعد أن اطمأن على النطفة انها في القرار المكين وان المشيمة قد قامت بالواجب على خير وجه .
ولا يكتفي هذا الهرمون العجيب بهذه التغييرات . . كلا فهو هرمون الحمل والأمومة فمنذ تلك اللحظة تقل الرغبة الجنسية وتنمو عاطفة الأمومة مع

[1] التبيان في أقسام القرآن لابن القيم .

73