قد أخبرتك أنه سيأتيها ما قدر لها [1] .
عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال خرجنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في غزوة بني المصطلق فأصبنا سبيا من سبي العرب فاشتهينا النساء واشتدت علينا العزوبة وأحببنا العزل فأردنا أن نعزل . وقلنا نعزل ورسول الله صلى الله عليه وسلم بين أظهرنا قبل أن نسأله فسألناه فقال ما عليكم أن تفعلوا ما من نسمة كائنة إلى يوم القيامة الا وهي كائنة [2] .
وروي عن رفاعة بن رافع أنه قال : جلس إلي عمر وعلي والزبير وسعيد ونفر من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فتذاكروا العزل فقالوا لا بأس . فقال رجل انهم يزعمون أنها المؤودة الصغرى فقال علي رضي الله عنه : لا تكون مؤودة حتى تكون علقة ثم تكون مضغة ثم تكون عظاما ثم تكون لحما ثم تكون خلقا آخر فقال عمر رضي الله عنه : صدقت أطال الله بقائك [3] .
وفي الصحيحين البخاري ومسلم عن جابر رضي الله عنه أنه قال : كنا نعزل على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم والقرآن ينزل . . وفي الصحيحين عن جابر أيضا : كنا نعزل فبلغ ذلك نبي الله صلى الله عليه وسلم فلم ينهنا " .
مما تقدم من الأحاديث الشريفة الصحيحة يتضح أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يمنع العزل . . وان الصحابة رضي الله عنهم كانوا يعزلون والقرآن ينزل . . . وان بعضهم استأذنه في العزل فاذن له صلى الله عليه وسلم ومع هذا فقد نبههم إلى أن العزل لا يمكن أن يمنع الولد إذا أراده الله وما من نفس منفوسة الا ان الله خالقها . .
وقد أباحه الرسول صلوات الله عليه ومن بعده صحابته الكرام رضي الله عنهم . . ومن قال أن العزل مثل الوأد ( وهو قتل المولودة ) فقد أبعد النجعة

[1] أخرجه البخاري ومسلم .
[2] أخرجه الستة .
[3] من كتاب جامع العلوم والحكم لابن رجب الحنبلي .

515